انتهاء فعاليات المنتدى الصيني الإماراتي حول الصيرفة والتمويل الإسلامي
اختتم المنتدى الصيني الإماراتي الثالث حول الصيرفة والتمويل الإسلامي أعماله مؤخرا بمشاركة نخبة من الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين وصناع القرار وراسمي السياسات والمستثمرين والمعنيين بالاقتصاد الإسلامي، الذين أشادوا بالإنجازات النوعية التي تقودها إمارة دبي باتجاه التحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي.
وتخلل الحدث سلسلة من المناقشات المعمقة حول آفاق الاقتصاد التشاركي والنظام المالي من منظور النمو والتنمية والتكامل، وسط التأكيد على أهمية تضافر الجهود المشتركة بين الإمارات والصين لمواجهة التحديات الناشئة وتوظيف الآفاق المتاحة لتعزيز دور التمويل الإسلامي كدعامة أساسية لترجمة أهداف مبادرة "حزام واحد .. طريق واحد".
واستقطب الحدث اهتماماً لافتاً كونه نتاج التعاون بين وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة و"مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي"، التابع لـ "جامعة حمدان بن محمد الذكية"، و"مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي"، إلى جانب كل من "نادي التمويل الإسلامي الصيني" ومؤسّسة "زيشانغ إنتركلتشر كوميونيكيشن"، وبمشاركة "تومسون رويترز" "Thomson Reuters" بصفة شريك معرفي.
وتمحورت أعمال المنتدى، الذي أقيم على مدى يومين، حول الوقوف على واقع ومستقبل التمويل الإسلامي في الإمارات والصين، مع التركيز على التأثير الاقتصادي المتزايد للصين في منطقة الشرق الأوسط.
واستحوذ موضوع "تقنيات بلوك تشين: "الفرص والتحديات في الاقتصاد التشاركي" على حيز كبير من الجلسات النقاشية، التي استعرضت أيضاً إمكانيات تعاون رأس المال الدولي في شراكات القطاع الخاص والعام وكيفية الاستخدام، مع تسليط الضوء على سبل توسيع آفاق الانفتاح المالي المشترك والتحالفات الاستراتيجية الدولية في التعليم دعماً للمبادرة الصينية الطموحة "حزام واحد .. طريق واحد، إلى جانب استضافة طاولة مستديرة تحت شعار "الصكوك والتنمية الاقتصادية: الفرص والتحديات"، من أجل مناقشة التحديات والفرص المتاحة لتعزيز مساهمة أدوات التمويل الإسلامي في تحقيق غايات "الحزام والطريق".
وأوضح عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، بأنّ عقد النسخة الثالثة من "المؤتمر الصيني الإماراتي للصيرفة والتمويل الإسلامي"، وبالتزامن مع الزيارة الرسمية لوفد الإمارات إلى الصين، يؤكد عمق العلاقات الوثيقة بين الدولتين الصديقتين، والتي تكتسب زخماً جديداً يوماً بعد يوم مع نمو التجارة البينية والمشاريع المشتركة وتدفقات الاستثمار، سيّما مع مواصلة الصين تعزيز مكانتها باعتبارها الشريك التجاري الأول للإمارات في القطاعات غير النفطية، مشدّداً على الاهتمام المشترك بتوظيف نموذج الاقتصاد الإسلامي لتحقيق أهداف مبادرة "الحزام والطريق" لتنشيط وتوجيه الاقتصاد لخدمة التنمية الشاملة والمستدامة، انطلاقاً من دور الإمارات والصين كقوتين مؤثرتين على الخريطة الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وأضاف: "يأتي المؤتمر في وقت مهم تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين نمواً سريعاً انعكس على ارتفاع قيمة التجارة غير النفطية في عام 2017 حوالي 53.3 مليار دولار أمريكي، بنمو قدره 15% مقارنة بعام 2016، وبمعدل نمو 10% خلال السنوات الخمس الماضية".
وشهد العام الفائت تقدّماً لافتاً على صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث استحوذت الإمارات على 30% من إجمالي صادرات الصين إلى الدول العربية، و22% من إجمالي التجارة العربية الصينية. وجاءت المناقشات إيجابية للغاية، حيث تمحورت حول سبل التغلب على التحديات الحالية والناشئة التي تواجه قطاع التمويل الإسلامي، في ضوء التجربة الرائدة التي تقودها الإمارات لتطوير الاقتصاد الإسلامي بدعم غير محدود من القيادة الحكيمة، مع الأخذ بعين الاعتبار تمكين الشركات الصينية من الوصول إلى فرص الاستثمار والتعلم والمعرفة المتعلقة بالاقتصاد الإسلامي. ونتطلع إلى تفعيل جسور التواصل مع نظرائنا في الصين لتطوير آليات وأطر تعزز مكانة الاقتصاد الإسلامي، الذي يتوقع ينمو بمعدل 8% سنوياً، للوصول 3 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2023 على مستوى العالم." وأكد الدكتور منصور العور، رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية"، أهمية "المنتدى الصيني الإماراتي الثالث حول الصيرفة والتمويل الإسلامي" كونه تجسيداً حقيقياً للعلاقة المتينة بين الصين والإمارات، لافتاً إلى أنه دفعة قوية باتجاه تعزيز الروابط الاقتصادية القوية بين البلدين والتي شهدت نقلة نوعية بعد الزيارات التاريخية المتبادلة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الصيني شي جين بين، حيث جرى الاتفاق على تأسيس شراكة إستراتيجية شاملة وتعميق التعاون ضمن مبادرة "الحزام والطريق" بما يحقق المصالح المشتركة.
واوضح أن المنتدى في دورته الثالثة شكل منبراً مثالياً لمناقشة الفرص الناجمة عن توسع التأثير الاقتصادي للصين في منطقة الشرق الأوسط والذي من شأنه دفع عجلة نمو التمويل الإسلامي في السوق الصينية، في وقتٍ تستحوذ فيه صناعة التمويل الإسلامي على اهتمامٍ عالمي غير مسبوق باعتبارها منظومة متكاملة تقدم نماذج مبتكرة وداعمة لمسار النمو الاقتصادي، استناداً إلى بدائل ناجعة للاستثمار في المنظومة المالية التقليدية التي تأثرت إلى حدّ كبير بالأزمة المالية العالمية.
واعرب عن تطلعه إلى توطيد العلاقات الإماراتية – الصينية في قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي الذي يحتضن اليوم أكثر من 1000 مؤسسة في 75 دولة حول العالم، مدفوعين بثقتنا العالية بالآفاق المتاحة لدى كلا البلدين في ظل الدعم الحكومي اللامحدود للاستثمار في قطاعات جديدة تؤسس لمرحلة جديدة من النمو والاستدامة والازدهار.
وشهد المؤتمر توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين بحضور عبدالله آل صالح والدكتور منصور العور، وسط التأكيد على أهميتهما في دفع جهود تمتين التعاون الإماراتي – الصيني، لا سيّما في مجال الاقتصاد الإسلامي، ودورهم في دعم جهود تعزيز التكامل المالي والاقتصادي، وتوثيق الروابط الاقتصادية التاريخية بين الأسواق الواقعة على طريق الحرير، تجسيداً لأهداف "حزام واحد.. طريق واحد".
وجمعت الاتفاقية الأولى بين "جمعية تشونغ قوان تسون للترويج الصناعي على طول الحزام والطريق" "ZBRA" و"نادي التمويل الإسلامي الصيني" "CIFC" وشركة "Xunlei"، لتعزيز أطر التعاون بين الصين والإمارات في مجال الابتكار وريادة الأعمال البحثية والتعليم والتدريب والذكاء الإصطناعي وتقنية البلوك تشين، مع التركيز على دعم المبادرة الطموحة "طريق واحد ..
حزام واحد" وإرساء دعائم التنمية المستدامة واستكشاف آفاق جديدة لتعزيز الابتكار في التكنولوجيا الصديقة للبيئة مستقبلاً.
ووقع الاتفاقية كل من تشين لي، المدير التنفيذي بشركة كشانو "XunLei Limited" ؛ وتشانغ جيدونغ، جمعية تشونغ قوان تسون للترويج الصناعي على طول الحزام والطريق" "ZBRA" ؛ وهوانغ لي، المدير التنفيذي بنادي التمويل الإسلامي الصيني "China Islamic Finance Club"؛ والبروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية" للشؤون الأكاديمية،.
ووقع "مركز شنغهاي للتبادل التعليمي الدولي" SOEEC" و"نادي التمويل الإسلامي الصيني" "CIFC" الاتفاقية الثانية في سبيل استكشاف آفاق التعاون في التعليم والتبادل الطلابي لدعم مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال تنمية رأس المال البشري في الاقتصاد التشاركي والتمويل وتوفير التعليم والتدريب والبحث والتطوير ونشر أفضل الممارسات الدولية باستخدام بيئة التعلم الافتراضية ونهج التعلم مدى الحياة.
وقع الاتفاقية كل من تشانغ مينهوا، مدير مركز شانغهاى للتبادل التعليمي" Shanghai Overseas Education Exchange Center"؛ وهوانج لي، نائب رئيس نادي التمويل الإسلامي الصيني "China Islamic Finance Club"؛ والبروفيسور نبيل بيضون؛ .
وقال البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية" للشؤون الأكاديمية: "نجح "المنتدى الصيني - الإماراتي الثالث حول الصيرفة والتمويل الإسلامي" مجدداً في ترسيخ مكانته كملتقىً دولي هام لاستشراف مستقبل الاقتصاد التشاركي بالاستفادة من المكانة الرائدة لكل من الإمارات والصين".
وأقام "مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي"، التابع لـ "جامعة حمدان بن محمد الذكية"، جلستين نقاشيتين على هامش "المنتدى الصيني - الإماراتي الثالث حول الصيرفة والتمويل الإسلامي"، ألقت الأولى الضوء على موضوع "التصدي لتحديات التمويل في المرحلة القادمة لمبادرة الحزام والطريق" .
وتحت عنوان "تحديات وفرص العمل المصرفي الإسلامي"، ناقش المشاركون في الجلسة الثانية التحديات والفرص حول صناعة التمويل الإسلامي ومشاكل التمويل التقليدي، بالإضافة إلى سبل استخدام التكنولوجيا المالية "FINTECH" في الانتقال إلى إصدار التمويل الإسلامي 2.0 من أجل استقطاب مشاركة حقيقية في المخاطر والأرباح إلى مجتمع الدخل المنخفض والمتوسط العالمي، بإشراف خالد هولادار، مدير عام "أكريديتوس دبي".
ويذكر أن "المنتدى الصيني-الإماراتي الثالث حول الصيرفة والتمويل الإسلامي" تميّز بجدول أعمال حافل بالجلسات النقاشية والحوارات البنّاءة حول أبرز القضايا المؤثرة على قطاع التمويل الإسلامي، مع الوقوف على الفرص المتاحة أمام القطاعين العام والخاص لبناء شراكات متينة تدعم نمو الاقتصاد الإسلامي وتسهم في ترجمة الأهداف الطموحة للمبادرة الصينية "حزام واحد .. طريق واحد".