"الاحتفاء ببطولة قفز الحواجز".. التطبيع القطري الإسرائيلي مستمر
لم تتردد الدوحة في توسيع علاقاتها مع إسرائيل، فكان التعاون بينهما مثمرًا في جميع المجالات، بل كانت قطر الصديق الساند للأخرى دائمًا، ولم يعد عجيبًا أن يبدأ الإسرائيليون في توجيه رسائل الشكر و"رد الجميل" على هذا الدعم القطري.
وعبر أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، عن سعادته بفوز الفارسة الإسرائيلية دانبيل جولدشتاين التي فازت بالمرتبة الثانية في بطولة قفز الحواجز التي أقيمت في قطر.
وقال أوفيرجندلمان، عبر تويتر: "ألف مبروك للفارسة الإسرائيلية دانييل غولدشتاين التي فازت بالمرتبة الثانية في بطولة قفز الحواجز التي أقيمت فى قطر. نفتخر بك يا دانييل وإلى الأمام في هذه الرياضة النبيلة التي تحظى بإعجاب كبير في الدول العربية".
استضافة الدوحة لاعب إسرائيلي
ولم تكن المرة الأولى لدولة قطر التي يتم من خلالها التطبيع مع إسرائيل، استضافت الدوحة من قبل لاعب التنس الإسرائيلي في بطولة قطر المفتوحة للتنس، بالإضافة إلى مشاركة منتخب الاحتلال الإسرائيلي في بطولة العالم لكرة يد المدارس، وفريق الجمباز في بطولة العالم.
التبرع لأبناء الصهاينة بـ 5 ملايين دولار
تنظيم الحمدين حاول التنصل من رسالة الشكر التي وجهتها جمعية "أنقذ قلب طفل" الإسرائيلية بعد دعمها بـ5 ملايين دولار، إلا أن الجمعية نفسها فضحته، وكتب شيمون ديفيد، رئيس الجمعية القانونية لحماية الطفل في الأراضي المحتلة، تغريدة عبر حسابه في منتصف مارس المنصرم، قال فيها: "شكرًا للأخوة في قطر لدعمهم اللا محدود لجمعية (أنقذ قلب طفل) في تل أبيب، وقد خصصت لأطفالنا بإسرائيل 5 ملايين دولار كميزانية خيرية شكرًا من القلب".
إسرائيل تشكر الدوحة
أما شمعون آران، المراسل السياسي بهيئة البث الإسرائيلية، فغرد بكلمات سابقة لرئيس بعثة إسرائيل لبطولة كرة اليد في الدوحة، أمين مقطرن: "إسرائيل سجلت إنجازًا تاريخيًا".
وعلق شمعون على هذا الاستقبال القطري للبعثة الإسرائيلية، قائلًا: "لم ترفع أعلامًا ولم يعزف النشيد لأي دولة.. نشكر السلطات القطرية على حسن الاستقبال. التعامل معنا كان ممتازًا، شعرنا بأمن وأمان، بمحاذاة كل مجمع رياضي في قطر يقع مستشفى فيه خيرة الأطباء من كل العالم".
استعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل
وبالرغم من تصريحات الدوحة التي تتظاهر دائمًا أنها ضد إسرائيل، إلا أنها شريك قوي لها، فيتبدلان المصالح المشتركة، وهو ما ظهر جليًا عقب الأزمة القطرية، ودعم إسرائيل لها، ففي عام 2010، قدمت قطر طلبًا مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل قطر لإرسال مواد البناء والأموال إلى قطاع غزة للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية، على أن تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديره لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط الأمر الذي رفضته إسرائيل، حيث رأت أنه يمكن استخدام الإمدادات القطرية من قبل حماس لبناء عتادها من جديد وتعزيز قوتها لإطلاق صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وكذلك لا تريد إسرائيل أن تتورط في المنافسة بين قطر ومصر على مكانتيهما في الشرق الأوسط.
تعاملات بنكية
ويوضح هيدفاروت" الموقع الإسرائيلي، أن علاقات إسرائيل بقطر هي الأفضل من أي دولة عربية أخرى، وعلى الرغم من انقطاع العلاقات بشكل رسمي في عام 2009 أمام العالم بعد عملية الرصاص المصبوب، إلا أن التعاون الخفي ظل كما هو، إلى جانب استمرار سفر الإسرائيليين إلى الدوحة.
وكشف الموقع عن وجود العديد من التعاملات البنكية بين تل أبيب والدوحة، إلى جانب العديد من الشركات الإسرائيلية المستثمرة في قطر، وأبرزها شركة "هارل المالية" التي لها استثمارات وسندات مع الحكومة القطرية تقدر بملايين الشواقل.
شركات إسرائيلية
بحسب الإعلام العبري يوجد داخل قطر العديد من الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تحمي آبار النفط، هذا إلى جانب قيام الدوحة بدفع مبلغ 2 مليار دولار لشركات إسرائيلية، لتأمين مونديال كأس العالم 2020 الذي من المقرر أن تستضيفه الدوحة بعد أن نجحت في دفع رشاوى لاستضافة المونديال، ومن بين هذا الشركات شركة "ريسكو" الإسرائيلية.
تعاون إعلامي
وهو ما يؤكده "ليئور بن دور" المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، بأن هناك تعاونًا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التي تستضيف "ليئور" أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها.. هذا بالإضافة إلى الأموال القطرية التي دعمت حملات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، كما كشفت منافسته تسيبي ليفنى زعيمة حزب الحركة.
الغاز الطبيعي
قد ارتكزت المرحلة الأولى من نشأة العلاقات الإسرائيلية مع قطر على صفقة الغاز الطبيعي التي اكتسبت دفعة إضافية في الشهور التالية لحفل التوقيع الذي أقيم خلال انعقاد مؤتمر القمة الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمان في أكتوبر عام 1995، ووقعت فيه إسرائيل على مذكرة تفاهم لشراء الغاز الطبيعي من حقل الشمال الذي يقع في مواجهة شواطئ "رأس لفان".. وقد استمرت المفاوضات الخاصة بالصفقة بعد ذلك في اللقاءات التي أجراها وزيرا خارجية إسرائيل وقطر ولان الجابين أبديا اهتماما كبيرا بتعميق البحث في كل إبعاد الصفقة فقد أجريت مشاورات مكثفة على مستوى الخبراء.
تطبيع في مختلف المجالات
وتؤكد مجلة "كالكليست" العبرية، أن العلاقات بين البلدين تشهد تطبيعا جيدًا في مختلف المجالات، لكنه يسير وفق قنوات سرية غير رسمية، مشيرة إلى الاهتمام القطري بمجال التكنولوجيا المحلية الإسرائيلية وتبادل الخبرات بين الجانبين في هذا المجال، فضلًا عن التعاون في مجالات التنمية والاستثمار، فضلاً عن اللقاءات السرية التي تجرى بين مسئولين رفيعي المستوى من البلدين سواء في تل أبيب أو الدوحة يتم خلالها نقاش قضايا استخباراتية تخص دول المنطقة دون أن تكشف عن هوية هؤلاء الأشخاص.