العمال فى عيدهم "من العلاوة ياريس فى عهد مبارك إلى رفع صور عبد الناصر فى عهد الإخوان".. وتبقى المعاناة واحدة

العمال فى عيدهم من
العمال فى عيدهم "من العلاوة ياريس فى عهد مبارك إلى رفع صور

العمال : الوضع لم يتغير فى عهد مرسى عن مبارك ونطالب بالعدالة

مرسى: لم يشرد عامل فى عهدى..والعمال : نحن مشردين ونعانى الظلم

نشطاء: مرسي ناصري في عيد العمال وعسكري في تحرير سيناء


يظل العامل الأيدى المساندة التى ترتقى بها الأمم، ويمثل تراث وثروة بشرية لها قيمتها على مر العصور، فهو صانع حضارة، ولكنه يعانى فى عيده ، ويتحول من عيد إلى يوم لتعبير عن غضبه والمطالبة بحقوقة المسلوبة، حيث أختلفت الوجوه والأنتماءات ولكن لم تختلف السياسات والمطالب بالحقوق، فما زال العامل يعانى ويطالب بحقوقه من قانون الحريات النقابية، إلى وضع حد أدنى وأقصى للأجور، مع فتح المصانع التى أغلقت و تصل إلى 4500مصنع تم إيقافهم وتشريد العمال دون وجه حق ، وغيرها من الحقوق التى ما زال يرفعها العمال منذ عهد الرئيس السابق مبارك، وثورة يناير تحت شعار العدالة الاجتماعية، ولكن لم يتحقق، فخرجوا اليوم إلى الميادين ليعلنوا غضبهم ورغبتهم فى تحقيق العدالة الاجتماعية .

فعيد العمال الذى يحتفل به العالم فى الأول من مايو كان أصل الاحتفال به ، في شيكاغو ، حيث حصلت نزاعات بين العمال وأرباب العمل لتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، كان ذلك في هاميلتون، ثم في تورونتو عام 1886، ما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، واستلهاماً من أحداث الاحتفالات الكندية ، قامت نيويورك بتنظيم أول عيد للعمال ، ومن هنا أصبح هناك عيد للعمال للأحتفال بهم وتقدير جهودهم وعملهم لأنهم الأيدى العاملة والمهرة وهم أساس الصناعات فى المجتمع .

ولكن فى مصر وعلى مر عهود الرؤساء كان يتحول عيد العمال من الأحتفال به فى عهد عبد الناصر ، الزعيم الراحل، إلى العلاوة ياريس فى عهد مبارك، الرئيس المخلوع، ثم إلى التظاهرات والاحتجاجات فى عهد الرئيس مرسى والإخوان ، فكان الزعيم عبد الناصر يلقى كلمة عيد العمال فى المدن الصناعية الكبرى ، مثل مدينة المحلة الكبرى، وشبرا الخيمة ، والتى تضم أكبر عدد من المصانع ، ومن كلماته فى أحدى خطاباته : فى اليوم الذى تحتفل به الإنسانية كلها فى الغرب والشرق على السواء، وفى كل بقعة من العالم المتحضر، الذى يعرف للعمل قداسته، ويعرف للعمال دورهم الطليعى فى بناء الأوطان، يسعدنى أن أكون معكم هنا فى هذه القلعة العظيمة من قلاع الصناعة المصرية.

كما كان الرئيس الأسبق السادات يحتفل بالعمال فى مدنهم الصناعية وسط كلمات حماسية له فى مدح العمال وتقدير جهودهم، ولكنهم لم ينسوا فترة عبد الناصر الذى وقف بجانبهم من بناء المصانع ورفع قيمة العامل ، إلى أن أصبح أهم مطلب للعمال فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك والذى ينتظرة من عام لأخر هى العلاوة مرددين العلاوة ياريس ، فقد كانت أخر أحتفالية للعمال فى عهد مبارك فى عام 2010 عندما ردد العمال بنحبك يأبو جمال ، وكان يؤكد دوما فى خطاباته على أهمية العمال وإنهم أساس التقدم ويشاركهم الاحتفال السنوى، ولكنه كان كثير ما يعدهم دون تنفيذ شيئا حتى أصبح العمال يعانوا الأهمال والتشرد والخصخصة والتشريعات التى لا تخدم مصالحم، إلى أن ثاروا عليه وشاركوا فى ثورة يناير مع الشعب للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية.

بعد عاميين من الثورة و بعد أن كان الرؤساء هم المبادرين بزيارة المصانع لافتتاحها وسط عمالها، أو إلقاء الخطب من داخل المدن العمرانية الجديدة للتحدث عن انجازات العمال، تبدل الحال، و أصبح احتفال العمال من داخل قصر ''القبة'' الرئاسي، تلك الاحتفالية التى أقامها الرئيس مرسى للعمال فى عيدهم، ولكن لم يختلف وضعهم ولم ينالوا حقوقهم فى عهد الرئيس مرسى ، بل زادتت المعاناة فى أول أحتفالية للعمال فى عهده ، من إغلاق للمصانع أكثر من 4000 مصنع ، وتشريد العمال ، ومعاناة للمواطن بشكل عام من غلاء الأسعار والخدمات التى تقدم للمواطن ، حتى أصبح عيد العمال عبء يذكرهم بمشاكلهم ، وليس أحتفاليه بجهودهم.

على الرغم من أن الرئيس قال للعمال الذين هتفوا المنحة يا ريس ذلك هتاف العمال الخالد منذ ثورة يوليو 52، مع قدوم يوم العمال و الاقتراب من ''يوليو ، ورد عليهم محدش هيديكم المنحة بعد كده انتوا اللى هتدوها إلا أنه فاجأ المشاركين بالإعلان عن موافقته على زيادة العلاوة الدورية ، وفجائهم أيضا بحديثه عن استكمال ما بدئه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من بناء الصناعة المصرية والذى لقى تصفيق وهتافات من جانب العمال، الأمر الذى علق عليه نشطاء يقولون: ''مرسي ناصري في عيد العمال وعسكري في تحرير سيناء''.

فمعاناة العمال وأحساسهم بالظلم خرجت اليوم فى الاحتجاجات والتظاهرات للمطالبة بحقوقهم رافعين صور الزعيم الراحل عبد الناصر ، منددين بحكم الإخوان، مطالبيين بتحقيق العدالة الاجتماعية، منطلقين فى مسيرتهم بمشاركة العديد من الحركات والقوى السياسية ، واللذين أكدوا تضامنهم من العمال ومطالبهم ، وأنه فى عيد العمال 2013 ما زالت ضمانات حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وحرياتهم النقابية والسياسية غائبة.

كما أكد العمال المشاركيين فى التظاهرات أنهم لم يخرجوا من بيوتهم للاحتفال بعيد العمال، بينما نزلوا للمطالبة بتحقيق مطالب مشروعة تجاهلها النظام الحالى، والتى تتمثل فى وضع حد أدنى وأقصى للأجور ، وفتح 4500 مصنع تم إيقافهم وإعادة العمال المفصولين تعسفياً لمصانعهم، مشيرين إلى أن عمال مصر مستمرون فى الكفاح للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وأن الوضع لم يتغير من النظام الحالى عن السابق ، من قله الأجور ، وعدم وجود تأمينات، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية ، موجهين رسالة لمرسى: لن يرحمك التاريخ لأنك تسير على نهج المخلوع فى التعامل مع العمال .