"وزيرة الصحة" نقطة تحول لمستشفى القرنة بالأقصر.. وأهالي: ننتظر المزيد (صور)
نقطة تحول تشهدها مستشفى القرنة المركزي، بمدينة القرنة غرب الأقصر، منذ تولي الدكتورة هالة زايد منصب وزير الصحة خلفًا للدكتور أحمد عماد الدين، حيث تُولى من قبلها اهتمامًا خاصًا لرفع كفاءتها، بعد المعاناة التي عانتها خلال الأعوام الماضية من نقص في الخدمات، نتيجة عدم توافر الامكانيات اللازمة من أطباء وأجهزة طبية، إضافة إلى تهالك البنية الأساسية لها.
مستشفى القرنة "القشة التي قسمت ظهر البعير"
وكانت مستشفى القرنة المركزي، شاهدًا على تغيير أكبر عدد من المدراء في تاريخ مستشفيات الأقصر، حيث تم تغيير 11 مديرًا في 5 سنوات متتالية قبل تولي الوزيرة الجديدة منصبها في يونيو الماضي، بالإضافة إلى أنها كانت سببًا في استقالة الدكتورة "ناهد عبد العال" وكيلة وزارة الصحة بالأقصر في عهد الدكتور "عماد الدين" بعد مشادة معها من قبل الأخير لسوء حالة المستشفى في يوليو 2016.
ورغم تولي وكيلين للوزارة عقب استقالة "عبد العال" إلا أن شكاوى الأهالي بمدينة القرنة عن سوء الأداء لم تنقطع، بسبب تغيب العديد من الأطباء وتركهم العمل، بجانب نقص الامكانيات في الأجهزة الطبية، إلى أن تولى الدكتور السيد أحمد عبد الجواد في يوليو من العام الماضي، منصب وكيل وزارة الصحة بالأقصر، وبدء يكافح المشاكل التي تتعلق بها، بعمل حملات على العيادات الخاصة وغلق العديد منها، لمنع تهرب الأطباء من المستشفى في أوقات العمل الرسمي، بجانب المراقبة المستمرة للمستشفى عن طريق التفتيش المالي والإداري، حتى تم تغيير وزيرة الصحة، وتخلفه "زايد" وتحمل آمالًا جديدة لمواطني البر الغربي تساهم في تطوير المستشفى.
"نقطة التحول"
ويبدو أن وزيرة الصحة، قرأت جيدًا ملف مستشفى القرنة المركزي، وما تعانيه من عجز صارخ في عدد الأطباء، وتهرب الكثير منها رغم تشديد الرقابة عليهم، فخرت بقرارٍ عجز غيرها عن إصداره، باعتبارها ضمن مستشفيات المناطق النائية، حيث أوضح الدكتور السيد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن هذا القرار يجذب العديد من الأطباء للعمل بالمستشفى، لافتًا إلى أن الترقيات على مستوى الجمهورية لمساعد أخصائي وأخصائي تتطلب قضاء 6 أشهر في مستشفى بمنطقة نائية، إضافة إلى رفع الأجر إلى ثلاث أضعاف ما يتقاضونه بعد تطبيق القرار.
وأشار "عبد الجواد" في تصريحه لـ"الفجر"، إلى أن وزيرة الصحة دعمت المستشفى خلال الفترة القليلة الماضية، بتغيير مكيفات العناية المركز والعمليات المعطلة بأخرى جديدة، لتحسين أداء العمل بهم بدلًا من توقف هذه الأقسام في بعض الأوقات لانتظار الصيانة، وتشغيل حضانة الأطفال والعناية المركزة بكامل طاقتهما، وتجهيز سكن للأطباء والتمريض لاستقبال الامدادات البشرية التي ستصل إليها، وضمان تواجدهم بصفة مستمرة.
وتابع، أن "زايد"، كلفت الدكتور حلمي عبد الرحمن رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة، بمد مستشفى القرنة بفرق طبية بشرية متخصصة، لافتًا إلى وصول الدفعة الأولى المكونة من عدد من الاستشاريين في الأنف والأذن والحنجرة والأطفال والجراحة العامة، مؤكدًا أنه من المقرر وصول دفعات أخرى خلال الفترة المقبلة، وأن المستشفى ستشهد طفرة كبيرة في الموارد البشرية، بالتزامن مع تجهيز البنية الأساسية وتطوير المبنى العام بعد الانتهاء من تطوير المبنى السياحي داخلها، والتعاقد مع أطباء من جامعة أسيوط للعناية المركزة.
أهالي القرنة: ننتظر المزيد
وأشاد علي رابع، أحد أبناء مدينة القرنة، بالتطور الأخير الذي تشهده المستشفى خلال الفترة الحالية، موضحًا أن قرار اعتبارها ضمن المناطق النائية، طال انتظاره كثيرًا بعد عدة مطالبات خلال السنوات الماضية، لمعرفة العديد من المثقفين بأن هذا القرار سيجذب المزيد من الأطباء لها، بدلًا من هروب المتواجدين بها تخوفًا من حمل المسئولية في ظل العجز الذي كانت تعاني منه، مطالبًا الوزيرة ببذل المزيد من جهودها تجاه هذه المؤسسة التي تخدم أهالي البلدة وزوارها من الأجانب نظرًا لموقعها داخل مدينة أثرية تعد محط أنظار العالم.
وقال بدوي محمد، أحد المهتمين بالشأن الصحي لجمعية أهلية بالقرنة، أنه في السنوات الماضية، تقدم وآخرين بالعديد من الشكاوى للمحافظة ومجلس الوزراء، لما تعانيه المستشفى من اهمال، ولكن في الفترة الأخيرة انخفض معدل الشكاوى بشكل كبير جدًا، مقدمًا الشكر لوزيرة الصحة على جهودها التي تبذلها تجاه هذه المؤسسة خلال الفترة الحالية.
وناشد "محمد" وزيرة الصحة بالاهتمام بإنشاء مستشفى القرنة العام، التي تم تخصيص قطعة أرض لها، لتحدث طفرة كبيرة تخدم بها أبناء المركز ومركز نقادة التابع لمحافظة قنا لقربه من منها، مما يسهم في تطور المنظومة الصحية بجنوب الصعيد كمصلحة عامة.