تعرف على أحدث تقنيات ركن السيارة
تعد عملية ركن السيارة من عمليات القيادة
الصعبة، وخاصة في المراحل الأولى من تعلم القيادة؛ لذا تعكف شركات السيارات على تطوير
أنظمة لتيسير هذه العملية.
وتعمل هذه الأنظمة المساعدة الموجودة الآن
حتى في الموديلات الصغيرة على تسهيل عملية المناورة، كما أن بعض السيارات من الفئات
العليا يتم تركها قبيل مكان الركن بمسافة صغيرة دون قائد لتتولى هي هذه المهمة بنفسها،
وهو ما يتم التخطيط لتعميمه على جميع السيارات في المستقبل.
كاميرات أكثر فعالية
وفي البداية كانت تتم عملية ركن السيارة
بواسطة رادار يصدر أصوات صفير ووميض لمستشعرات الأشعة تحت الحمراء في المصادم، أما
الآن فقد حلت محله كاميرات أكثر فعالية.
وأوضح ألكساندر زيلاي من شركة نيسان أن
المواضع، التي تراقبها هذه الكاميرات تختلف بين الجهة الخلفية فقط مرورًا بالجهتين
الأمامية والخلفية، وصولًا إلى الكاميرات، التي تراقب الجوانب أيضًا، ويقوم كمبيوتر
السيارة بتكوين صورة تُظهر السيارة ومحيطها الخارجي، وقد دخل مثل هذا النظام باقة الموديلات
القياسية في الشركة اليابانية تحت اسم "Birdview".
وتتولى الأنظمة الإلكترونية المساعدة عملية
المناورة؛ فبغض النظر عما إذا كانت طولية أو عرضية على الطريق تتمكن سيارات مثل فولكس
فاجن Tiguan من التعرف على مكان الركن الخالي،
وبمجرد الاختيار تتولى السيارة التوجيه، في حين لا يحتاج قائد السيارة إلا للضغط على
دواسة الوقود والكبح.
وفي سيارة نيسان Leaf الجديدة
لم يبق للعامل البشري حتى هذا الدور، والذي قلصته هذه السيارة لضغطة زر ليقوم النظام
بمهام المراقبة وتولي المسؤولية.
وقد ذهبت بي إم دبليو لأبعد من ذلك في موديلاتها
الجديدة؛ حيث تتذكر مسافة من 50 إلى 100 متر الأخيرة من رحلتها لتتمكن بضغطة زر من
العودة بترتيب عكسي وبسرعة معتدلة، وفقًا لما أوضحه مدير قسم التطوير في الشركة الألمانية
كلاوس فروليش.
وإذا واجه قائد السيارة صعوبة في إخراج
السيارة من الركن مع موديلات مثل X5 أو سيارة الفئة الثامنة الجديدة،
فسوف يتم إخراجه منها بشكل آلي.
السيارة تتولى المهمة
وفي الفئات العليا يتعين على قائد السيارة
عدم الوجود بها أثناء عملية الركن؛ فسيارات مثل أودي A8 تتولى هي
مهمة الركن بنفسها في حين تتم مراقبتها من الهاتف الذكي من الخارج، وفقًا لما أوضحه
المتحدث باسم أودي جوزيف شلوسماخر.
وقال المتحدث باسم فولفو مايكل شفايتزر،
إن الشركة السويدية تعكف على تطوير نظام يتم من خلاله ضبط السيارة على دخول المرآب
والخروج منه بكل بساطة.
ركن آلي
ولا يزال ركن السيارة الآلي أمرًا مستقبليًا،
فهناك بالفعل مشروعات آلية على سبيل المثال في مطار هامبورج من قبل مجموعة فولكس فاجن
أو في مرآب السيارات في متحف مرسيدس في شتوتجارت من قبل بوش ودايملر. وأعلنت شركة كونتيننتال
المغذية لصناعة السيارات عن إنتاج النظام بشكل قياسي بحلول عام 2022.
ويرى هانز جورج مارميت من الهيئة الألمانية
للفحص الفني أن ركن السيارة بشكل آلي أمر قريب المنال عن قيادة السيارة بشكل آلي، وذلك
لتحركه في إطار تقني أبسط.
وأوضح الخبير الألماني أن عمليات الركن
في الغالب ما تتم في مواضع خاصة؛ حيث يكون نظام حركة مرور الطريق محدودًا، ونطاق السرعة
منخفضًا، ويمكن حساب المسافات بدقة، مع قلة الاحتكاكات المحتملة مع المركبات الأخرى
والمارة، لا سيما بعد تخصيص بعض المرائب لهذه النوعية من الركن والسيارات القادرة على
إجرائها.
رصد الأخطاء
ونظرا لأن أخطاء الركن من الآخرين أصبحت
من الظواهر اليومية، والتي في الغالب ما يهرب فاعلها ولا يتم التعرف عليه، لذا طورت
الشركات أنظمة مساعدة لرصد هذه الأخطاء.
وأوضح لمتحدث باسم مرسيدس شتيفن شيرهولتس
أن سيارة الفئة C تعتمد على مستشعرات حركة وركن
حتى عندما تكون السيارات المتوقفة، والتي تقوم بإطلاق إنذار عند لمس السيارة المتوقفة
أو إذا تعرضت للتصادم، ويتم إخطار قائد السيارة بذلك على هاتفه الذكي.
ومن الناحية التقنية سيكون من الممكن تسجيل
السيارة، التي ارتكبت الخطأ مع السيارة وتسجيل رقم اللوحة وإبلاغ الشرطة أو شركة التأمين.