حضور تونسي محتشم ضمن أكبر معرض دولي للموردين في العالم بالصين
ضمن مساحة عرض تقدر بحوالي 300 ألف متر مربع بالمركز الدولي للمعارض بمدينة شنغهاي الصينية، اقتصر الحضور التونسي على شركتين مختصتين في زيت الزيتون "سلامة أويل" و"الجزيرة" وجمعية "رامبور" المروجة للصناعات التقليدية التونسيّة.
ويستضيف معرض الصين الدولي للاستيراد، في دورته الأولى المنتظمة من 5 إلى 10 نوفمبر 2018 بمدينة شنغهاي، أكثر من 400 ألف زائر من ممثلي الشركات المستوردة من الصين ومن مختلف دول العالم. ويعد المعرض الأكبر في مجال الاستيراد، مناسبة هامة للتعريف بمختلف المنتوجات لدى المستوردين ولإبرام عقود عمل تدعم تصدير المنتوجات إلى سوق استهلاكية تعد حوالي المليار و400 مليون نسمة. وتشهد التظاهرة مشاركة حوالي 3600 مؤسسة من 172 دولة ومنطقة ومنظمة عالمية.
غير ان المشاركة التونسية كانت محتشمة وباهتة، في أكبر المعارض الدولية للاستيراد، مقارنة بالعديد من الدول العربية والمغاربية من ذلك المغرب ومصر، باستثناء الجناح المخصص للصناعات التقليدية، الذي كان النقطة المضيئة ضمن هذه المشاركة، اذ نجحت الجمعية من خلال طريقة عرضها لمنتوجات الصناعات التقليدية التونسية من جذب اهتمام عدد كبير من الموردين من الصينيين، الذين أبدوا إعجابهم بجمالية التصميم والجودة العالية للمعروضات.
وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أوضحت نائبة رئيس مجلس التعاون التونسي الصيني ضحى ميزوني شطورو، أن المجلس كان عل علم بموعد تنظيم المعرض منذ نوفمبر 2017 وتقدم بطلب لوزارة التجارة لإدراج التظاهرة ضمن برنامج مركز النهوض بالصادرات لسنة 2018 غير أن الوزارة لم تتجاوب مع هذا المطلب ولا المطالب اللاحقة بالمساهمة في الترويج لهذا الحدث الهام لدى الشركات التونسية والحث على المشاركة فيه.
وأضافت أن مجلس التعاون التونسي الصيني حرص، رغم عدم تفاعل وزارة التجارة، على تمثيل تونس في هذا المعرض وإن كان الحضور ضعيفا، وذلك إيمانا بأهمية المعرض في دفع الصادرات التونسية ليس فقط نحو الصين لكن أيضا في اتجاه الدول أخرى.
وأكدت ميزوني أهمية الطلب على زيت الزيتون وأيضا على غياب العمليات الترويجية لهذا المنتوج معتبرة ان المشاركة في مثل هذه التظاهرات تشكل فرصة مثالية للتعريف بزيت الزيتون وبالمنتجات التونسية خاصة وأن بامكان السوق الصينية استيعاب كافة انواع المنتوجات مثل السوق الاوروبية والامريكية.
وعبر سفير تونس بالصين، ضياء خالد، في تصريح ل(وات) عن الأمل في أن تكون مشاركة تونس في هذا المعرض أهم خلال الدورات القادمة. واعتبر ان الدورة الاولى لمعرض شنغهاي بمثابة التجربة الأولى وأن الشركات التونسية ومركز النهوض بالصادرات سيعمل على تعزيز حضور المنتج التونسي بالمعرض بعد تقييم "المشاركة بطريقة موضوعية وايجابية".
وثمن السفير مشاركة جمعية رومبورغ وعرضها لصناعات تقليدية تم انتاجها في جبل سمامة في القصرين مبينا أن الإقبال على هذا الجناح كان كبيرا وفاق كل الانتظارات، مما يحفز لمزيد الترويج للصناعات التقليدية في السوق الصينية.
كما لفت إلى أهمية اللقاءات المباشرة لرجال الأعمال التونسيين خلال فعاليات المعرض، مع الموردين الصينين، حيث تنعقد حوارات مباشرة بين الطرفين من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري، معربا عن أمله في أن تترتب هذه اللقاءات عن ابرام عقود وفتح آفاق جديدة للتونسيين في السوق الصينية.
وقال أن البعد الجغرافي لا يمثل عائقا لدعم التوجه للسوق الصينية لأنها سوق ضخمة ومجزية والتعامل معها مضمون، مؤكدا على ضرورة حضور رجال الأعمال ومشاركتهم في التظاهرات الكبرى في الصين.
يذكر أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أعلن أمس الإثنين، في افتتاح معرض الصين الدولي للاستيراد، على أن بلاده تعتزم استيراد منتوجات من كافة أنحاء العالم بقيمة 30 ترليون دولار امريكي خلال السنوات القادمة وأن قيمة الخدمات المستوردة ستصل حدود 10 ترليون دولار.
واكد شي ان الصين ستواصل تخفيض الرسوم الجمركية وتيسير الخلاص الجمركي وتخفيف التكاليف النظامية في حلقة الاستيراد والتسريع في تطوير أساليب الأعمال الجديدة على غرار التجارة الالكترونية العابرة للحدود. وأعلن شي عن أن تنظيم هذا المعرض يعد خطوة لتأكيد إنفتاح بلاده على السوق الدولية وتحرير التجارة العالمية.