العرب فى ألمانيا تعلم العربية والدبكة وفن الطهي
جاليات عربية كثيرة منتشرة في ألمانيا، يهتم أكثرها بالعمل الاجتماعي والخدمي في محاولة مساعدة أعضاء الجالية المنتشرين على التراب الألماني. جمعية يلا عربي في ميونيخ هي واحدة من الجمعيات الكثيرةذات الطابع العربي الثقافي الاجتماعي، والتي لا تتدخل بالسياسة وتعقيداتها الشديدة في العالم العربي.
تأسست الجمعية حديثًا في مدينة ميونيخ، وتضم في عضويتها مجموعة كبيرة من الأسر العربية المقيمة في ميونيخ، من مختلف الأقطار العربية.
تهتم الجمعية بتأصيل الهوية العربية لدى أعضائها، والعمل على دمج الجيل الثاني في المجتمع الألماني مع الحفاظ على الموروث الثقافي لدي الأعضاء.
تدريس بفن
تقول السيدة لينا ياسين، إحدى العضوات المؤسسات في الجمعية: بدأت فكرة إنشاء الجمعية تختمر في ذهني مع عدد من الأصدقاء في ميونيخ، وذلك عندما كنت ابحث عن مستوي تعليمي للغة العربية يتوافق مع سن ابني الصغير، وكان الخيار الوحيد المتاح هو إرساله إلى المدرسة العربية في ميونيخ، لكني وجدت طريقة تعليم العربية التي تسلكها المدرسة كلاسيكية تتبع النظام التعليمي في الدول العربية، ولا تأخذ في الاعتبار أن اللغة العربية هي لغة أجنبية بالنسبة لأطفال الجيل الثاني الذين ولدوا هنا، إذ يتعلمون الألمانية لغة أولى .
تضيف: بدأت افكر في إنشاء جمعية لتدريس اللغة العربية للأطفال كمرحلة أولي، واستفدت من عملي في جامعة ميونيخ كمحاضرة، ومن عملي كمخرجة مسرحية هاوية، فاستخدمت خبرتي في كلا العملين وقمت بدمج التدريس بالفن لتسهيل عملية التلقين التي يتقبلها الأطفال بشكل كبير، ثم طرحت الفكرة على بعض الأسر الذين وافقوا على الفور، فولد كيان الجمعية التي بدأت تتطور لتأخذ شكلها الحالي كجمعية اجتماعية ثقافية .
ليالي عربية
لا تنتهج يلا عربي أي فكر سياسي، ولا أي معتقد ديني، وهي مفتوحة لكل العرب في المدينة. فوفق ياسين، الاسم سهل ومختصر وتبدو فيه البساطة والحركة، وهو يجسد أفكار وأهداف الجمعية التي تخلو من التعقيدات، والتي تهدف إلى الالتقاء ومحاولة محاكاة الأجواء العربية، سواء بممارسة اللغة أو الأنشطة الثقافية المختلفة وحفلات الترفيه وتبادل طهي الطعام .
في إحدى حفلات الجمعية، تجمع عدد كبير من العائلات العربية، والعربية الألمانية المختلطة. أعضاء الجمعية انفسهم هم الذين يحيون فقرات الحفل المتنوع، بين موسيقى وأغاني ورقص، ويطهون الطعام بأنفسهم، فيعرضون أطباق الطعام العربي المتنوع في الحفل من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب.
من أبرز سمات الحفل ملاحظة أن العائلات العربية تجتمع في عائلة واحدة، لا يفصل بينها حدود ثقافية ولا فوارق اجتماعية.
وفي هذا الإطار تري ياسين أن مثل هذا الحفل هو مناخ مناسب للأسر العربية للتعارف والتقارب فيما بينها، وهذا هو الدافع الأساسي لتأسيس الجمعية، خاصة أن في ميونيخ مجموعة لا بأس بها من العائلات العربية، وأي اتصال بينهم هو أمر مهم بالنسبة لهم ولأطفالهم، ذلك أن القومية المترابطة تتمتع بنوع من أنواع القوة الذاتية، التي تساعد على الاندماج والانخراط في مجتمع الهجرة .
الغناء مفتاح اللغة
كيف تساعد الجمعية على تأصيل الهوية العربية لدي الأطفال؟ تقول ياسين إن تعلم اللغة العربية هو مفتاح هذا الاتصال، لذك نعلم الأطفال في جمعيتنا اللغة العربية، ولكن ليس بالطريقة المعتادة كما قلت، إنما نقدم دروسًا بطريقة مستحدثة نجمع فيها بين تعليم اللغة والغناء، فهذه طريقة ممتعة للطفل والمدرس .
تضيف: في بعض الأحيان تبدو اللغة العربية صعبة بالنسبة للذين ولدوا هنا، لذلك نحن نسلك طرق في التعليم تجعلهم يشعرون بالمتعة، ونحن نؤمن بأن أطفالنا لن يأخذوا طريق الاندماج في المجتمع الألماني قبل أن يتعرفوا على تاريخهم ويتأكدوا من هويتهم التاريخية والثقافية، لذلك نعمل مع الأطفال من سن مبكرة حتى نجنبهم في المستقبل مشاكل وتعقيدات نزاع الهوية .
وتتابع قائلةً: نقوم بتدريس أكثر من 30 طالبًا اليوم، بالإضافة إلى بعض الألمان الراغبين في تعلم اللغة العربية، نشركهم معنا في حلقات رقصة الدبكة والأغاني العربية، وهم يستمتعون بذلك .
تنوع ثقافي
إلى جانب دورات اللغة العربية للصغار والكبار، تقيم الجمعية دورات في تعليم رقصة الدبكة للأطفال والكبار، وللألمان الذين يقبلون على تعلم هذا النوع من الرقص، والذي يصاحبه نوع من الموسيقي الجميلة التي تتوافق مع الإيقاع الحركي للرقص. تقول ياسين: ننظم دورات تعليمية في الدبكة، فكل مجموعة تتكون من خمسة ذكور وخمس نساء، وقد لاحظنا أن الدبكة خلقت نوعًا من الاندماج دون أن ندري، فالألمان يحبون التعرف على هذا النوع من الفنون العربية .
من النشاطات الثقافية الأخرى نادي الكتاب ، حيث يلتقي الأعضاء مرة في الشهر لمناقشة احد الكتب، أو يدعون احد الكتاب العرب أو الألمان إلى الجمعية لمناقشته في احد الأمور الأدبية.
من جهة أخرى، تقول ياسين: إننا نقدم أعمالًا فنية ورياضية أخرى، فمثلًا لدينا سيدة مختصة في تعليم الأمهات بعض الأنشطة والأعمال اليدوية والفنون، وبعض الأشغال التي تعجب الأطفال، ويمكن للأم أن تصنعها لأطفالها، ونقدم كذلك دورات رياضية للأمهات في اللياقة البدنية، ونحاول الاتصال بمدارس في العالم العربي لندرج أطفالنا في برامج تبادل طلاب المدارس في الإجازة الصيفية .