"سنة تانية تعويم".. مصر على الطريق الصحيح

يعتبر يوم الثالث من نوفمبر عام 2016، يوم تاريخي في حياة المصريين، وتغيير مصير بالنسبة للاقتصاد المصري، نظرًا لقرر البنك المركزي المصري بتحرير سعر صرف العملة أو ما أطلق عليه إعلاميًا "تعويم الجنيه"، وتركها لآليات العرض والطلب، وتخفيض قيمة الجنيه بنسبة 48%، وما تبعه من قرارات اقتصادية قاسية ومنها رفع أسعار الوقود والطاقة، وما ترتب عليه من رفع أسعار كافة السلع والخدمات.

وتمر السنة الثانية على قرار "تعويم الجنيه"، وتحمل المواطن المصري خلالهما تبعات قرارات صعبة انعكست على كافة نواحي حياته اليومية وعلى أسرته الصغيرة، كانت صعبة في مجملها تحمل الكثير منها.. وتأثر بها فالبعض تأكلت مدخراته والبعض الأخر قلل من نفقاته بالحد الذي يتلائم مع متطلباته الأساسية فلم يعد للترفيه مكان في حياة الغالبية العظمى من الشعب المصري، وإن كان مازال يتمتع بروح الفكاهة التي تجعله يتحمل أعباء الحياة.

ولكن الشعب المصري أثبت خلال السنتين الماضيتين، أنه شعب عظيم يدعم بلده لأخر نفس، حاول التأقلم بكل ما أوتي من قوة رغم الغلاء الذي اعتصره يومياً ومطالب بيته التى لا تنتهي واحتياجاته الأساسية وغير الأساسية التى أصبحت جزء لا يتجزء من حياته اليومية.

ولا يستطيع أحد أن ينكر المشروعات التي تم تنفيذها على مختلف الأصعدة خلال العاميين الماضيين، والإشادات المتوالية من كافة المؤسسات الاقتصادية الدولية المعروفة عالميًا، نظرًا للنية المبيتة من قبل القيادة السياسية على وضع الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح واستقرار المناخ لعودة الثقة بين المستثمر وبيئة العمل في مصر. 

ورغم ذلك.. مازالت هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها على أذهان كل مصري وهي: هل حقًا جنت مصر ثمار هذه القرارات الصعبة؟، هل كان هذا الوقت مناسبًا لاتخاذ القرار؟، وهل كانت هناك بدائل له؟، ما المفترض إنجازه لتحقيق جدوى هذه القرارات؟ وكيف حال سعر الصرف بعد عامين من التعويم؟.

وجميع هذه التساؤلات سنطرحها في هذا الملف الهام بمناسبة مرور عامين على التعويم تحت عنوان "سنة تانية تعويم.. مصر على الطريق الصحيح"