كتب سلفية تصف المرأة بجرثومة خبيثة تنشر الفاحشة
اللعب فى الدماغ 4
الكتيبات بدون رقم إيداع وتعتبر المرأة مسئولة عن التعرض لها وتبرئ المتحرشين
أحد هذه الكتيبات «ولهذا تحجبت»، من تأليف الداعية السلفى محمد إسماعيل المقدم، وهو من إصدارات دار الشباب، ولا يتضمن رقم إيداع، ما يعنى أنه تمت طباعته بعيداً عن إشراف وزارة الثقافة، ويتحدث عن فضائل الحجاب وشروطه الشرعية، وعيوب التبرج «المكياج».
وأكد الكاتب أن «التبرج فاحشة، لأن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقتا والشيطان هو الذى يأمر بهذه الفاحشة.. والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة فى المجتمع الإسلامى.. والتبرج سنة إبليسية، لأن إبليس هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف وهو زعيم زعماء مايسمى بتحرير المرأة وهو إمام كل من أطاعه فى معصية الرحمن خاصة هؤلاء المتبرجات اللائى يؤذين المسلمين ويفتن شبابهم».
ويرى الكاتب أيضاً أن «التبرج طريقة يهودية ولليهود باع كبير فى مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة.. والتبرج جاهلية منتنة وتخلف وانحطاط وأن التكشف والتعرى فطرة حيوانية بهيمية لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر لمرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذى كرمه الله وإن رؤية التبرج والتهتك ما هى إلا فساد فى الفطرة ومؤشر على التخلف والانحطاط.. ويتسبب فى فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب والمراهقين ويدفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها وأيضا التبرج يؤدى إلى تحطيم الروابط الأسرية وانعدام الثقة بين أفرادها وتفشى الطلاق».
وقال الكاتب وهو داعية سلفى معروف: إن «حوادث التحرش الجماعى بالفتيات ليست ببعيدة، عنا، وأن من مبادئ علم الضحية أن للضحية دورًا فى استدعاء ما يقع لها»، فى تبرئة واضحة للمتحرش وتحميل المسئولية للمتورط فى هذا الفعل الشنيع دون أن يكشف سر التحرش بالنساء المحجبات ومرتديات النقاب.
ويعتبر المقدم، أن المرأة غير المحجبة تشبه «الأذى» الموجود فى الطريق، والذى يبعد الشباب والرجال عن ذكر الله، وفى هذه الجملة تحرٍ واضح للرجال على التعرض لغير المحجبات ومحاولة إجبارهن أو دعوتهن للتحجب كل حسب طبيعته الشخصية.
أما كتيب «مستنية إيه» فهو من تأليف يوسف محمود زمزم، من إصدارت «دار النعيم للنشر والتوزيع» ورقم الإيداع مكتوب بخط اليد، ويتضمن الكتاب الذى يقول مؤلفه: إنه لايزال شاباً، قصصا ساذجة عن تمسك فتيات بحجابهن وفى عدة مواقف مختلفة منها إن فتاة مصابة بسرطان الرئة، رفضت خلع نقابها، حتى تستطيع التنفس بشكل أفضل ولكنها رفضت وفى إحدى جلسات العلاج قالت قبل أن تموت: «كفاية أنا أرى الآن قصرى فى الجنة»، فى نهاية سعيدة حسب قول المؤلف.
ويعتبر الكاتب أن الفتيات يساعدن اليهود فى مخططهم لإفساد المجتمع المسلم، لو لم يتحجبن، ويحملهن مسئولية تعرضهن للتحرش لأنها عندما «تكشف شعرها وترتدى بنطلونا أو جيبة أو بلوزة ضيقة أو مزينة بالماكياج ومعطرة بالبرفان تثير شهوة الشاب فيلجأ لمشاهدة القنوات الفضائية الإباحية والمواقع الجنسية المحرضة على الزنى فينحرف دينياً وسلوكياً وأخلاقياً».
ويرى الكاتب أن «المتبرجة من أهل النار ولا تشم رائحة الجنة وملعونة مطرودة من رحمة الله وأنها من جنود إبليس فى إفساد الشباب ويتساءل: كيف هان عليك أن تتسببى فى دفع الشباب إلى الفواحش، كيف سمحت لنفسك بإثارة نار الشهوة فى قلوب الشباب، كيف تطيقين أن يتتبع الذئاب البشرية عوراتك ويبحلقون فى جسدك ويلتهمونه بنظراته قطعة قطعة».
أما كتيب «الفتاة ألم وأمل» من تأليف إبراهيم الدويش فهو من إصدارات دار النعيم للنشر والتوزيع، والكتيب لايوجد عليه رقم إيداع، ويوضح الكاتب أن الفتيات يعانين من مشكلات وأخطار تفترسها «فراغ وسهر، انحراف وفساد، عشق وغرام، تبرج وسفور، عجب وغرور تقليد للغرب سفر لبلاد الكفر والإباحية، الكذب والغيبة والعادة السرية، أفلام وقنوات ،فحش وروايات، جنس وشهوة وإثارة للغرائز وغيرها من مشاكل الفتاة».
ويجب توجيه سؤال إلى الشاب الذى كتب هذه الجمل الفارغة، هل هذه المشكلات التى اخترعها عقله تمثل أزمات للفتيات، وهل الشابات لا يعانين فى البحث عن عمل لتلبية نفقات الحياة ألا يواجهن تحديات فى الدراسة ألا يهتممن بمشكلات المجتمع وما يحدث فى العالم، أم أنهن مشغولات فقط بأجسادهن مثل الكاتب المراهق.
ويطالب الكاتب كل فتاة بأن «تلزم بيتها لتسعد.. ولنهب لك قلبا تحبينه ويحبك، فيريحك من النفقة، ويشبع غريزتك، ويصونك عن الذئاب المسعورة»، وكأن الجنس وحده هو الشىء الذى تبحث عنه الفتاة.
ويتحدث الكاتب عن المسلسلات المكسيكية التى تتابعها كثير من الفتيات والتى وصفها بأن هذه الأعمال الفنية العلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع حتى بين المحارم كالأخ وأخته قائلا أختاه «وأنت تتحدثين مع الزميلات عن أحداث هذه المسلسلات هل نسيت أنها تتحدث عن واقع مجتمعاتهن الكافرة وأنك مسلمة ذات أخلاق وآداب لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق خبيثات».
طبعاً شاهد الكاتب المراهق هذه المسلسلات الفاجرة حسب رؤيته، وتحدث مع فتيات ليعرف أنهن يتابعنها وتناقشن فى أحداثها مع زميلاتهن.
أما كتيب «أحب نقابي» فمن إصدارات دار النعيم، ويحمل رقم إيداع ومكتوب عليه أنه من إعداد «سناء المستكاوى» وتحاول الكاتبة شرح فضل النقاب وتوضح أنه «طهارة للقلب ووقاية من الفتن فهو وقاية من فتنة النظر إلى المرأة ويعين المسلمين على غض أبصارهم منك ويمنع عنك تطفل الناظرين والفاسقين والجزاء من جنس العمل والنقاب ييسر عليك ترك الاختلاط وعدم التلوث بفتنته وشروره وآثامه وهو يغلق عليك فتنة التزين فى الوجه والنمص والمساحيق المختلفة والمنتقبة أبعد من غيرها فى الوقوع فى فتنة تزيين الجلباب أو العبادة لأن من غطت وجهها ويديها لله كان ترك الزينة فى جلبابها عليها أولى وأيسر».
وأوضحت الكاتبة أيضاً أن النقاب حياء وستر فى الدنيا والآخرة فهو يوقظ الحياء فى القلب وينمى فى المرأة حب الستر وبالتالى كراهية الاختلاط بالرجال والكلام معهم وغض البصر منهم لذلك فهو يحفظ الحياء والعفة ولأنه سبحانه حيى ستير يحب أهل الحياء والستر من عباده فالمسلمة المستورة محبوبة من ربها فكلما ازدادت حياء ازدادت ستراً».
وأكدت الكاتبة أن النقاب «مخالفة لطريق المغضوب عليهم والضالين ومن تشبه بهم حيث أمرنا الله أن نسأله فى كل صلاه أن يجنبنا طريقهم وحذرنا الرسول من سلوك سبلهم خاصة فى مجال المرأة وما عرفوا به من التبرج والتكشف والعرى فكلما زادت المسلمة تستراً وحياء كانت أشد مخالفة لطريق المغضوب عليهم والضالين وأيضا النقاب مخالفة لسنة إبليس ومراغمة لجنده وحزبه الهالكين فالعرى والتكشف والتبرج وإشاعة الفاحشة سنة إبليسية من لدن آدم إلى قيام الساعة».
وما تطرحه الكاتبة من خلال الفقرات التى جمعتها من كتب أخرى، أن تصل إلى نفس الأفكار التى تلخص المرأة فى صورة جسد يبحث عن الجنس فقط، وأن الفتيات لا يهمهن سوى إشباع غرائزهن وأنهن المسئولات عن إثارة شهوات الشباب ما يعنى أنهن بالتأكيد سبب التحرش وأن المتحرش مجرد ضحية.
كل هذه الكتيبات تظهر المرأة على أنها فتنة وتغوى الشباب وتتسبب فى عدم غض البصر للرجال وهى السبب الوحيد فى كل الفتن التى تحدث فى المجتمع، فى شيطنة للمرأة وتصويرها على أنها السبب فيما يحدث فى المجتمع من الأفكار المسيطرة وبقوة على هذه الكتيبات السلفية.
ولكن المصيبة الكبرى إصرار مؤلفى هذه الكتيبات أن المرأة هى السبب فى التحرش بسبب ملابسها ما يعد تحريضاً واضحاً على كل امرأة لاترتدى الملابس التى يروجون لها، خصوصاً أنها تمتلئ بالتحقير والتقليل من النساء اللاتى لا يلبسن الملابس التى ترتديها السلفيات.
معظم هذه الكتب ليس لها أرقام إيداع ويتراوح ثمن الكتيب من 1.5 إلى 2.5 جنيه، بهدف نشرها على نطاق واسع، كما أن معظمها من إصدارات دار النعيم للنشر والتوزيع.
اتصلت «الفجر» برقم الهاتف الخاص بدور النشر وسألته من رد عن مقر الدار بغرض شراء بعض إصداراتها فقال الشخص الموجود على الطرف الثانى إنه يمكن الحصول على هذه الكتيبات من دار السلف الصالح أو دار عمار بمنطقة الأزهر، لأنه ليس لديهم مركز توزيع ورفض كشف عنوان الدار.