"البيتكوين" يحتفل بعيد ميلاده العاشر.. رحلة أول عملة رقمية تم إصدارها
31 أكتوبر هو ذكرى مميزة بالنسبة لطفرة العملات الإلكترونية الحالية، كونه شاهداً على ميلاد أول عملة حول العالم تصف نظام النقد الرقمي قبل 10 سنوات مضت.
وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية نشأت أول وأكبر عملة إلكترونية بالعالم في صورة غامضة لكنها باتت اليوم تشغل الكثيرين، حيث صعدت شعبيتها كما ارتفع عدد المنتقدين كذلك بوتيرة مماثلة.
وقبل نحو عقد من الزمان، قام "ساتوشي ناكاموتو" وهو الاسم المستعار لمبتكر البيتكوين الذي لا يزال مجهولاً حتى اليوم بطرح ورقة عمل تحت عنوان "البيتكوين: نظير نظام النقد الإلكتروني".
وقال "ساتوشي": "أنا أعمل على نظام نقدي إلكتروني جديد يكون نظيراً بالكامل دون وجود طرف ثالث غير موثوق به".
وبعد مناقشات حول فكرة "ساتوشي"، بدأ العمل على نظام "بلوكشين البيتكوين" في يناير 2009 ثم في أبريل 2011 أعلن مبتكر العملة مجهول الهوية أنه "سيتحول إلى أشياء أخرى وأن البيتكوين في أيد أمينة".
واختفى بعد ذلك مبتكر البيتكوين تماماً مع حقيقة أنه لا أحد يعلم من هو صاحب فكرة إنشاء العملة، ولا أين اختفى، ولا حتى لماذا اختفى للأبد.
وتشير التقديرات إلى أن "ساتوشي" يمتلك نحو مليون عملة إلكترونية من البيتكوين.
ورغم أن فكرة "البيتكوين" انطلقت في نهاية عام 2008، فإن إنشاء شبكة لتداولها لم يتم سوى في يناير 2009.
وفي عام 2010 تمت أول عملية شراء فعلية عبر "البيتكوين"، حيث قام "لازلو هانيز" بشراء بيتزا في فلوريدا مقابل 10 آلاف بيتكوين، مع حقيقة أن أعلى سعر للعملة في هذا العام بلغ 0.39 دولار.
وتختلف العملات الإلكترونية عن نظيرتها التقليدية مثل الدولار أو اليورو في أنه يتم تداولها بشكل كامل عبر الإنترنت كما تمتاز باللامركزية وعدم الخضوع لجهات إشراف رسمية.
ورغم أن 31 أكتوبر 2008 كان يوم ميلاد "البيتكوين" داخل نظام مالي معقد لكن الأمر لم يتوقف عند هذه العملة التي تعتمد على تكنولوجيا حديثة نسبياً تدعى "البلوكشين" بل أصبح اليوم هناك نحو 2081 عملة افتراضية، وفقاً لأحدث بيانات المتاحة على موقع "كوين ماركت كاب".
ويرى "باري سيلبرت" المدير التنفيذي لـ"ديجيتال كرنسي جروب" في تصريحاته مع محطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية أن معظم هذه العملات الرقمية سوف يفشل ويصبح عديم الفائدة.
وبالفعل هناك ما يقرب نحو 929 عملة إلكترونية فشلت بالفعل قبل إصدارها، وفقاً لموقع "ديت كوينز" والذي يتبع مثل حالات التعثر هذه على شبكة الإنترنت.
ويوماً بعد يوم، يتزايد عدد العملات الإلكترونية مع تدشين إصدارات جديدة داخل هذا السوق الرقمي إضافة لانقسامات للبعض العملات القائمة بالفعل.
وتعالت الأصوات التي تصف البيتكوين بأنها مجرد فقاعة ستنتهي قريباً في مقابل داعمون آخرون يدعون لتنظيم هذا السوق الغير خاضع للإشراف الحكومي.
وكان صندوق النقد الدولي حذر مؤخراً من خطر النمو السريع في الأصول الرقمية على النظام المالي العالمي، وهو ما يأتي بعد مطالبات من جانب بنك التسويات الدولي من أجل الاستعداد لمواجهة المخاطر الناجمة عن البيتكوين.
لكن في الوقت نفسه، تستعد الصين لإجراء تحول جديد بشأن الانتقال من العملات الورقية إلى نظيرتها الرقمية، حيث تصاعدت وتيرة التكهنات بشأن إصدار عملة "الرنمينبي الرقمي".
وبعد المكاسب القوية التي حققتها العملة رقم 1 حول العالم في العام الماضي، بدأت تتراجع بشكل حاد على مدى الفترة الماضية ليكون تداول البيتكوين عند مستوى يزيد قليلاً عن 6000 دولار فقط.
وفي 17 ديسمبر الماضي، وصلت العملة الافتراضية إلى أعلى مستوى في تاريخها على الإطلاق عند 19393 دولار كما بلغت حينذاك قيمتها السوقية 324.79 مليار دولار.
ويعني ذلك أن البيتكوين فقدت نحو 13 ألف دولار من قيمتها في أقل من عام، لكن مع ذلك فإنها ذات ثقل بالنسبة للسوق الإلكتروني بأكمله.
وتدور القيمة السوقية للبيتكوين اليوم حول مستوى 110 مليارات دولار في مقابل ما يزيد قليلاً على 200 مليار دولار يمثل إجمالي القيمة السوقية لكافة العملات الافتراضية.