"مدبولي": مصر اختارت تأييد التسوية التفاوضية بجنوب السودان منذ اندلاع النزاع
ألقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كلمة أثناء مشاركته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاحتفال الذي تنظمه جمهورية جنوب السودان بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام المنشط والذي جرت مراسم التوقيع عليه في 12 سبتمبر الماضي.
ونقل رئيس الوزراء، في مستهل الكلمة، تحيات الرئيس
عبد الفتاح السيسي، إلى الحضور، مؤكدًا على سعادته بالتواجد في هذا الحدث، معربًا عن
خالص تقديره لحكومة جنوب السودان على حفاوة الترحيب وحسن الاستقبال، قائلاً:
"اجتمعنا اليوم جميعًا للاحتفال بتوقيع اتفاقية السلام المنشط، والإعراب عن دعم
والتزام بلداننا للعمل مع حكومة جنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لشعب
جنوب السودان".
وأوضح، أن مصر اختارت تأييد مسار التسوية التفاوضية
في جنوب السودان منذ اندلاع النزاع في عام 2013، في إطار البحث عن السلام والحل الدائم
للصراع، كما تعهدت بتنفيذ برامج مساعدات إنسانية شاملة بدأت في يناير2014 لتقديم الأغذية والمأوى والمساعدة الطبية لشعب جنوب
السودان، لافتًا إلى أنه تم إرسال أكثر من 7 قوافل طبية إلى جنوب السودان لتوفير الخدمات
الطبية الأكثر احتياجًا، إلا أن احتياجات شعب جنوب السودان لا تزال كبيرة، و"يتحتم
علينا أن نتكاتف جميعًا لضمان توفير الموارد اللازمة، لتنفيذ اتفاق السلام المنشط من
أجل مساعدة حكومة جنوب السودان على الاستمرار في القيام بواجبها ومسؤوليتها لتنفيذ
اتفاق السلام واستعادة الاستقرار للجميع"، مؤكداً على التزام مصر بهذه القضية
النبيلة.
ونوه "مدبولي"، إلى أن مصر وجنوب السودان
تتشاركان في علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وثيقة تستند إلى تاريخ طويل
من التعاون والتنسيق حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، مضيفًا أنه حتى قبل
استقلال جنوب السودان، تمتعت مصر بعلاقات ممتازة مع شعب جنوب السودان في مجموعة واسعة
من المجالات، مشيرًا إلى صمود هذه العلاقات أمام اختبار الزمن، حيث إن وجودنا في احتفال
اليوم دليل حي على التزامنا طويل الأمد بالتعاون والصداقة المتبادلين.
وتابع: "فليكن معلوماً بوضوح ودون أي شك أن
مصر ستواصل القيام بكل ما هو مطلوب لمساعدة إخواننا في جنوب السودان لجعل السلام حقيقة"،
مشيراً إلى أن مصر على استعداد للمساعدة في تنفيذ اتفاقية السلام المنشط بما في ذلك
إنشاء بعض المواقع، وتدريب جيش جنوب السودان الجديد، وبرامج نزع السلاح والتسريح وإعادة
الإدماج، هذا بالإضافة إلى مشاريعنا من أجل التنمية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية
والسمكية، والتعليم، وإدارة الموارد المائية والبنية التحتية.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن مجلس الأمن والمجتمع
الدولي يقع على عاتقهما الالتزام بدعم وتسهيل تنفيذ اتفاق السلام المنشط، ومنحه الثقة
باعتباره البديل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الذي وقعته الأطراف السودانية
الجنوبية والذي أيدته قمة الإيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا).
وذكر أنه "يجب أن يكون هدفنا المشترك اليوم
هو أن يحدد شعب جنوب السودان التدابير الملموسة التي يمكن أن يتخذها جماعياً وفردياً
لضمان تنفيذ اتفاق السلام المنشط بدون عوائق"، مُشدداً على أهمية أن يتفقوا على
كيفية دعم جهودهم على أفضل وجه لاستعادة الاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع الأخذ
في الاعتبار أن شعب جنوب السودان لا يمكنه تحمل فرصة ضائعة أخرى لإحلال السلام والاستقرار
في معاناته الطويلة.
وفي ختام كلمته، قال "مدبولي" مخاطباً
الرئيس سلفاكير: "أنت تقدم لنا جميعًا مثالاً من خلال تفانيك وجهودك وإخلاصك في
تعزيز التعايش السلمي، وبناء دولة يمكن أن تكون رمزاً للإنجاز"، مضيفاً أنه لا
يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، من أجل تصحيح أخطاء الماضي، والاعتداد
بأصوات الناس، حيث إن جنوب السودان لا يزال في مرحلة مبكرة للوصول لموقعه الصحيح في
المنطقة والمجتمع الدولي، مؤكدًا للرئيس وشعب جنوب السودان، أن مصر ستظل شريكًا في
كل خطوة من هذه الرحلة.