ملخص اليوم الثالث لـ"السيسي" في ألمانيا .. مشروعات عالمية تضع مصر في المقدمة
تنشر بوابة "الفجر" تفاصيل اليوم الثالث لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لألمانيا، وكان اليوم مثمرًا، حيث شارك الرئيس السيسي في قمة الاستثمار غير الرسمية لمجموعة العشرين مع الشركات الألمانية، والدول الأعضاء في مبادرة الشراكة مع أفريقيا، بدعوة من المستشارة الألمانية.
كما أجرى السيسي، مباحثات قمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك على غداء عمل استضافتة المستشارة الألمانية، تكريمًا للرئيس، بمقر المستشارية بالعاصمة برلين.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن المستشارة الألمانية، رحبت بزيارة الرئيس، ومشاركته في فعاليات قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيرة إلى أن مصر باتت تمثل نموذجًا ناجحًا يحتذى به للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دورها الرائد في التنمية ومكافحة الإرهاب، وكذلك الهجرة غير الشرعية.
كما أشادت المستشارة الألمانية، بالمستوى المتنامي للعلاقات الثنائية بين البلدين، وما تشهده من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة حرص ألمانيا على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.
وأضاف متحدث الرئاسة، أن الرئيس السيسي، وجه الشكر للمستشارة ميركل، ولألمانيا، لاستضافتها قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، ولما شهده من حفاوة الاستقبال خلال زيارته لبرلين، معربًا عن تقديره للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، والتي ساهمت في تعزيز التعاون الثنائي على أساس من الشراكة وتحقيقاً للمصالح المتبادلة، مشيرًا إلى التطلع لتعزيز التنسيق والتشاور، لاسيما على ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن اعتبارًا من يناير 2019.
وأكد الرئيس، دعم مصر للمبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا منذ اطلاقها عام 2017 إبان تولي ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين، إيمانًا بأهمية دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة في القارة، مشيرًا إلى أهمية خروج أعمال القمة بنتائج محددة لتعزيز استثمارات القطاع الخاص الألمانية مع إيلاء الاهتمام الواجب بالمكون الخاص بنقل التكنولوجيا، والتعليم والتدريب المهني، لما لذلك من أهمية في إتاحة مزيد من فرص العمل لأبناء القارة.
وأضاف أن المباحثات شهدت استعراضًا لعدد من الملفات على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار الرئيس إلى ما حققته مصر من خطوات على صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتحديث البنية التشريعية لحماية الاستثمارات وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية اتساقا مع رؤية مصر 2030، الأمر الذى يعزز من فرص الاستثمار في مصر خاصة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، وعلي رأسها محور تنمية قناة السويس.
وأكد الرئيس السيسي، وجود فرص واعدة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، على ضوء ما تمتع به مصر من إمكانات وموارد في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي الأخيرة في مصر، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وبدء تصديره اعتباراً من عام 2019 وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة مثل إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في العالم في "بنبان"، وأكبر مزرعة للرياح في الزعفرانة ، مشيرا الى تركيز الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية على بناء الإنسان المصرى، وسعيها لتطوير قطاعي التعليم والصحة لتنفيذ تلك الأهداف التى تعد ركيزة اساسية فى عملية التنمية المستدامة ومكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية.
وأوضح الرئيس، فى هذا الإطار، أن مصر تتطلع للتعاون مع ألمانيا في مجال تطوير العملية التعليمية بشقيها الأساسي والمهني، والاستفادة من الخبرات الألمانية المشهود لها بالكفاءة فى هذا المجال، فضلاً عن التعاون في مجال التعليم العالي، من خلال إقامة تحالف بين الجامعات الألمانية ونظيرتها المصرية.
من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية، دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه مصر، مشيدة بما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد، مشيرة إلى حرص الشركات الألمانية على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة وزيادة أنشطتها في مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة، مشيرة إلى ثقتها فى أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدًا من التقدم فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث استعرض الرئيس في هذا الإطار النجاحات التي حققتها مصر لترسيخ الأمن والاستقراراستناداً إلى مقاربة شاملة في الحرب على الإرهاب تسعى من خلالها إلى علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية.
كما استعرض الرئيس السيسي، الإنجازات المصرية، اتصالا بمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر منع انطلاق أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلًا عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها.
وأكد الرئيس السيسي، أن استدامة نجاح هذه الجهود تتطلب مزيداً من التعاون مع مصر، ومساعدتها فى تلبية الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها.
وأعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأن مصر نجحت في التعامل مع هاتين الظاهرتين، وحققت فيهما نجاحات كبيرة، مؤكدة استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.
كما تناولت المباحثات، استعراضًا للعدد من الملفات الإقليمية، خاصة الملف الليبي، والأزمة في سوريا، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين فيما يخص تلك الملفات، مشددًا على أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف تلك الأزمات، مع الحفاظ على مفهوم الدولة ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، بما يحقق الاستقرار لشعوب المنطقة، وتم التشاور حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة، مستندة إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة.