تفاصيل اجتماع "إفريقية النواب" مع وزير الزراعة
قال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عز الدين أبوستيت، خلال اجتماع لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، اليوم الثلاثاء، إن التعاون في المجالات الزراعية والإنتاج الحيواني يمكن أن يكون قاطرة حقيقية لتنمية العلاقات المصرية مع القارة الإفريقية، داعيًا القطاع الخاص والمستثمرين المصريين إلى دور فاعل وقوي في تنمية العلاقات مع القارة من خلال الاستثمار الزراعي.
وأضاف أن التعاون بين مصر وإفريقيا في المجال الزراعي لابد أن يعتمد على المحور الحكومي من خلال اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لكن يجب أن يكون بجانب القطاع الخاص من خلال المستثمرين المصريين لتنميتها، وتابع: حاليًا لدينا 8 مزارع نموذجية فى 8 دول إفريقية وتلقينا 6 طلبات أخرى لاقامتها، ونتطلع لرفعها لـ22 مزرعة ضمن خطة 2020 بشرط ألا تكون بغرض التدريب والإرشاد والبحوث لكن يمكن استغلالها كسفير للزراعة المصرية ولتعريف المستثمر المصري بإمكانيات تلك الدول"، وتابع:"هناك زيادة في حجم الاتفاق الحكومي مع دول القارة على زيادة الاستثمار الزراعي، مشيرًا إلي أن مصر يمكن أن تحقق استفادة كبيرة من التعاون الزراعي مع الأشقاء في القارة الأفريقية، لاسيما مع كفاءة الأرض ووفرة المياه عاملان رئيسان لجودة الإنتاج في أفريقيا لم يستغلا حتى الآن بالطريقة المثالية".
وأشار إلى أن مشروعات النقل والربط اللوجيستي التي تنشئها مصر مع السودان من خلال المعابر البرية والنيلية سيتم استخدامها خلال الفترة المقبلة لنقل إنتاج هذه المزارع إلى مصر، موجها الدعوة إلى رجال الأعمال والمستثمرين للاستعانة بالشركاء السودانيين للتواجد بكثافة في السوق الزراعي السوداني، كما دعا رجال الأعمال إلى إقامة مشروعات الثروة الحيوانية، والتي تعتمد على المراعي الطبيعية المتوافرة بكثرة في القارة الإفريقية، مُضيفا أن الطبيعة في القارة الأفريقية تختلف من مكان إلى أخر، مشيرا إلى أن غرب أفريقيا يتمتع بوفرة الأمطار الأمر الذي يسمح بزراعة محصول مثل الأرز أكثر من مرة في العام الواحد، بعكس شرق القارة التي يمسح مناخها بزراعة محصول مثل الذرة، مُؤكدًأ أنه مع رئاسة مصر منظمة الوحدة الأفريقية العام المقبل سيتم تنظيم أسبوع للبحوث العلمية الزراعية، ومن المتوقع أن يشارك فيه 70 دولة من القارة الأفريقية وخارجها، وبحضور ما بين 1000 إلى 1500 مشارك، موضحا أن مصر تولت رئاسة المجلس الأفريقي للأرز في السنغال، الأمر الذي سيسمح بزيادة التعاون في هذا المجال، مُشيدًا برفع السودان للحظر بالنسبة للصادرات المصرية تعد بمثابة خطوة إيجابية للغاية، لافتًا إلي أن الخطة الإستراتيجية للزراعة 2030 جزء مهم منها أهمية التعاون المصري مع إفريقيا.
كما أكد الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة، إن الجانب المصري لمس رغبة صادقة من الرئيس السوداني عمر البشير والحكومة السودانية، لتنمية العلاقات المصرية السودانية، وذلك فى الزيارة الأخيرة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى إلي الخرطوم، مُضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مسئولية القيادة يتبع الدبلوماسية الهادئة وصدق النوايا والتوجهات اتت على مدار الأربع سنوات الماضية بثمار لم نكن نتوقعها، في العلاقات الأفريقية، مقارنة بما قبل توليه رئاسة الجمهورية حيث تسير القيادة السياسية حاليًا على منهج "الدبلوماسية الهادئة والمصير المشترك"، قائلًا: الوضع قبل ذلك كان فيه تهميش لدور مصر في محيطها الأفريقي نتيجة خطايا وأخطاء ارتكبت.
وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، إن أكبر مزرعة نموذجية مصرية في إفريقيا موجود في زامبيا ومساحتها 1250 هكتارا والـ200 هكتار تساوى 500 فدان، مُضيفا أن الهدف من المزارع توفير الاكتفاء الذاتى، وتخفيف العبء على الموازنة العامة للدولة، لاسيما أنه يتم زراعة بذور زيتية والقيام بعملية العصر هناك، وتصدير الزيوت لمصر، مشيرا إلى أن تربية الماشية نقوم من خلالها بإرسال اللحوم إلى البلاد.
وحول تساؤلات النائب طارق رضوان عن الأهمية لإنشاء هذه المزارع، أشار سليمان إلى أن إنشائها ذو بعد سياسي كبير لاسيما وأن مصر تستطيع المنافسة داخل إفريقيا على الجانب الزراعي.