متحف دمشق الوطني يعيد فتح أبوابه وسط دمار أصاب المواقع الأثرية (صور)
أعادت الحكومة السورية، افتتاح المتحف الوطني السوري، أمام الجمهور بشكل جزئي، بعد 6 سنوات، من اندلاع الحرب الأهلية والتي أدت لإغلاقه.
يذكر أن المتحف الوطني بدمشق، والذي يُعد أحد المتاحف الأثرية العالمية، أغلق عام 2012 لحماية مقتنياته الأثرية من الدمار، كما تم إخلاء معظم مجموعاته وحفظها في أماكن سرية للحفاظ عليها.
ويأتي قرار إعادة فتح جزء من المتحف مع في إطار سعي الحكومة السورية إلى عودة الحياة الطبيعية في البلد الذي مزقته الصراعات، حيث كانت هناك محاولة في وقت سابق من هذا العام 2018، حيث تم تأمين العاصمة السورية من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، ولكن القتال كان لا يزال مستمرًا في بعض مناطق البلاد.
ونتج عن الصراع الذي دام سبع سنوات في سوريا أكثر من 350.000 قتيل، ودمر العديد من المدن والمواقع التاريخية في جميع أنحاء البلاد.
ومن ناحيته، قال وزير الثقافة محمد الأحمد، إن إعادة فتح المتحف هو "رسالة حقيقية" مفادها أن التراث الثقافي الغني للبلاد لم يدمره "الإرهاب"، حسبما جاء في تقرير لـ"أسوشيتد برس".
وأضاف، أن الافتتاح الجزئي للمتحف الوطني بدمشق للزوار بدأ منذ الأمس الأحد 28 أكتوبر، وقال نائب مدير المتحف إن السلطات تسعى لإعادة فتحه بشكل كامل.
ونوه أحمد ديب، نائب مدير المتحف في تصريحات صحفية له، بأننا سوف نعرض مجموعة من القطع الأثرية من كل العصور منذ ما قبل التاريخ والشرق القديم والعصور الكلاسيكية والإسلامية في هذا الجزء المفتتح".
وتابع أن حدائق المتحف كانت مفتوحة للجمهور خلال النزاع المسلح، لكن المبنى كان مغلقاً حيث عانت دمشق من نيران صواريخ المتمردين.
الجدير بالذكر أن سوريا تشتهر كواحدة من أكثر البلدان الواقعة على طرق التجارة عبر التاريخ القديم، لذا فهي متميزة بتراثها الغني والمتنوع.
وأصابت بعض مواقع التراث السوري الدمار، بما في ذلك موقع التراث العالمي لليونسكو في تدمر ، حيث وقعت في أيدي جماعة "الدولة الإسلامية" المتشددة وتم تدميرها عن قصد.
أما قلب حلب القديم وغيرها من المواقع فقد دمرهم القتال العنيف الذي لا هوادة فيه.
ويقول المراقبون إنه مما لاشك فيه أنه قد تم تهريب عدد غير معروف من القطع الأثرية إلى الخارج وبيعها منذ بدء النزاع، فيما يقول مسؤولون حكوميون إن آلاف القطع الأثرية تم إنقاذها بنجاح من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.