ألمانيا: ميركل تسعى لتجميع تحالفها بعد هزيمة انتخابية ساحقة

عربي ودولي

ميركل
ميركل

ستحاول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين، إعادة تجميع تحالفها الحكومي الهش بعد هزيمة انتخابية ساحقة مني بها الحزبان الكبيران فيه، بعد اقتراع في مقاطعة هيسه.

والأمر الأكثر إلحاحاً بالنسبة لميركل التي ستلقي خطابا في  الـ 13.00 بالتوقيت المحلي، هو منع الاشتراكيين الديموقراطيين الذين يبدون على وشك التفكك، من مغادرة التحالف الحكومي.

وسيعني سيناريو مماثلاً نهاية الحكومة وانتخابات تشريعية مبكرة، ونهاية الحياة المهنية لميركل على الأرجح.
وكتبت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" في افتتاحية الإثنين، أن "الوضع خطير لميركل. السؤال يتعلق بمعرفة إذا كان علينا أن نضع قريباً على تحالفها عبارة: قيد التصفية".

ومني الحزبان الكبيران المشاركان في حكومة المستشارة في برلين، حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديموقراطي، أمس الأحد بخسائر فادحة في انتخابات مقاطعة هيسه تشكل اختباراً وطنياً لميركل وفريقها في برلين.

وجاء حزب ميركل بالتأكيد في الطليعة وسيتمكن من مواصلة حكم المقاطعة ضمن تحالف، لكنه لم يحصد سوى 27% من الأصوات، حسب النتائج النهائية، متراجعاً 11 نقطة عما حصده في الاقتراع السابق.

وتراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بالمثل وحصل على 19.8% من الأصوات.

والحزبان مثل "شخصين يغرقان معاً لأنهما معلقان ببعضهما"، على حد قول الخبير السياسي هانس فوليندر من جامعة دريسدن لشبكة "آ ار دي".

وفي المقابل، كسب دعاة حماية البيئة ضعف الأصوات، وحصلوا على 19.8%، بينما نجح اليمين القومي في دخول آخر برلمان محلي لم يكن ممثلاً فيه، بعدما سجل قفزة بحصوله على 13.1%.

ولوحت زعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي أندريا ناليس مساء الأحد، بالانسحاب من الحكومة إذا لم تتوفر ضمانات عن أداء أفضل للحكومة التي تقوضها منذ أشهر خلافات داخلية خاصةً على سياسة الهجرة.

وأضافت "وضع الحكومة الحالي غير مقبول".

ويطالب عدد متزايد من الناشطين الاشتراكيين الديموقراطيين بالانتقال إلى المعارضة خوفاً من زوال حزبهم.

ويشهد الحزب تراجعاً سريعاً في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، وبات اليمين المتطرف يتقدم عليه، 16% مقابل 15%.

وسيكون على ميركل في الأيام والأسابيع المقبلة العمل على رص صفوف معسكرها المحافظ لمنع تصاعد الاستياء منها.

وهو ثاني اقتراع محلي مخيب للآمال للمعسكر الألماني المحافظ بعد انتخابات بافاريا، قبل أسبوعين.

ويمكن أن يؤجج هذا الوضع، الجدل الجاري داخل الاتحاد الديموقراطي المسيحي، حول مستقبل ميركل التي تبدو منهكةً بعد 13 عاماً في السلطة.

ولم تكف شعبيتها عن التراجع منذ قرارها فتح حدود البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016، بالتزامن مع تقدم اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.

ويطالب العديد من كوادر حزبها بمواقف أكثر يمينية ويدعون ميركل إلى إعداد خلافتها.