تعرف على جامع "الساقي" الذي أصبح زوجًا لابنة السلطان (صور)
قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن جامع الطنبغا المارداني يعد من المعالم الهامة في منطقة آثار شارع باب الوزير.
وأضاف مصطفى، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أن الجامع يرجع للعصر المملوكي البحري، ومنشئ المسجد هو أمير يدعى المارداني، وهو كان أحد الأمراء الذين ترقوا في خدمة السلطان محمد بن قلاوون، حتى وصل إلى درجة ساقي الملك، ونتيجة لكفاءته في عمله، وتفانيه في خدمة السلطان، قام محمد بن قلاوون بتزويجه من ابنته، فأصبح هو الأمير المقرب بصفته زوج ابنة السلطان.
وأكمل: "بعدما أصبح المارداني من المقربين، انتقل للسكن في الحي الأرستقراطي للقاهرة المملوكية، والمسمى حاليًا بشارع باب الوزير، وإلى جانب سكنه في باب الوزير أنشأ مسجدًا عظيمًا نسب إليه، وعرف بمسجد "الطنبغا المارداني"، وهو يعتبر تحفة معمارية، يتكون من صحن وأربع ظلات، أوسعهم ظلة القبلة، والتي يفصلها عن صحن المسجد حجاب خشبي، منفذ عليه زخارف نباتية وكتابية، وشغل خشب بالتعشيق".
وأشار مصطفى، إلى أن المسجد ظل مهملًا فترة طويلة دون صيانة أو ترميم، وصلت إلى ما يقرب من 120 عام، وحدثت فيه سرقات وخصيصًا لحشوات المنبر، كما حدث تدهور وتداعي لأرضية المسجد نتيجة للمياه الجوفية التي تسربت لأرضيته نتيجة لانخفاض منسوبه عن ما حوله من أبنية.
وأضاف أن الأغا خان تقدمت بمشروع، من خلال إدارة القاهرة التاريخية لترميم المسجد، وبدأوا في عمليات الترميم بالفعل، وقد تفقد السيد وزير الآثار الدكتور خالد العناني أعمال الترميم اليوم الأحد 28 أكتوبر للوقوف على آخر الأعمال الجارية، والتي ستشمل كامل ظلة القبلة، والتي من المرتقب أن يتبعها بعد ذلك باقي أجزاء المسجد.
وتابع: الأعمال الجارية به هي أعمال فنية دقيقة للغاية سواء التعامل مع الأخشاب أو الرخام أو الحوائط، والعينات التي تؤخذ تتم تحت التفتيش الأثري المختص، وشركة الأغا خان قامت بعدد كبير من الترميمات في الشارع منها المسجد الأزرق.