بينهم قمة "كريت".. جولات "السيسي" الخارجية خلال شهر أكتوبر
شهد شهر أكتوبر الجاري، نشاط مكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي، على الصعيد الخارجي، العديد من اللقاءات الاستراتيجية الهامة أبرزها، عقد قمة "كريت" بين مصر وقبرص واليونان، ولقاء نظيره السوداني عمر البشير، فضلاً عن القمة "المصرية-الروسية" بمدينة سوتشي.
ويتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة الألمانية برلين اليوم الأحد، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا، في إطار مجموعة العشرين وذلك تلبية لدعوة من المستشارة الألمانية ميركل.
وترصد "الفجر"، جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال شهر أكتوبر الجاري.
قمة "كريت" بين مصر وقبرص واليونان
في العاشر من أكتوبر الجاري، عُقدت القمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرصي "نيكوس إنستسيادس"، ورئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس" في جزيرة كريت في اليونان.
حيث أشاد الرئيس بدورية اجتماعات آلية التعاون الثلاثي، بما تعكسه من عمق العلاقات بين الدول الثلاث، وحرصها على مواصلة ترسيخ أطر التعاون القائمة، وتعزيزها لتضم المزيد من المجالات الإضافية، وفي ذلك الإطار اتفق زعماء مصر وقبرص واليونان على إنشاء سكرتارية تنفيذية للآلية مقرها قبرص، بهدف التنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.
وتوافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور بشرق المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويسرّع من عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز بتلك الدول.
وتناولت المباحثات الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون الثلاثي التي تم الاتفاق عليها في مختلف المجالات، حيث ثمن الزعماء الجهود المبذولة للارتقاء بمستويات التعاون في هذا الصدد، مؤكدين أهمية تلك المشروعات في تلبية طموحات شعوب الدول الثلاث.
وتطرقت القمة الثلاثية إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية، في ظل الظرف الدقيق والمستجدات المتسارعة والمتشابكة التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط وشرق المتوسط، حيث تم التوافق خلال المباحثات على استمرار التشاور والتنسيق إزاء مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.
وأكدت الدول الثلاث التزامها بمحددات الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما أمن ممرات الطاقة بها، وتعزيز ركائز التعاون بينهم في هذا الصدد، وذلك تلبيةً لتطلعات شعوبها نحو تحقيق الاستقرار وصون السلم والأمن، بالإضافة إلى تعظيم جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدي للخطر الذي تمثله هذه الظاهرة على الإنسانية بأسرها، فضلًا عن إيلاء المزيد من الاهتمام للتعامل مع الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تدفقات الهجرة غير الشرعية. وعقب انتهاء أعمال القمة، شهد الزعماء التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الدول الثلاث.
قمة "مصرية - روسية"
وفي السابع عشر من أكتوبر الجاري، عقد الرئيس السيسي مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، حيث استهلها الرئيس الروسي بالترحيب بالرئيس السيسي في روسيا صديقًا عزيزًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وروسيا.
وأكد الرئيس الروسي حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، خاصة أنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣.
أعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام. ووجه الرئيس السيسي الشكر للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى المباحثات المثمرة التي أجراها خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين الروس وكذا زيارة المجلس الفيدرالي الروسي وإلقاء كلمة أمامه، مما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية ومدى تميزها.
وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله نحو ٧ مليارات دولار لأول مرة.
وأعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، التي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.
كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيدًا بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعربًا عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.
وفي ختام المباحثات، وقع الرئيسان على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وأعقب ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين.
وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك، أقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس، وأعقب ذلك توجه الرئيسين لحلبة سباق السيارات في مدينة سوتشي، حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركة AURUS.
قمة السيسي والبشير
عقد الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، في الخامس والعشرين، جلسة مباحثات ثنائية، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون المشترك بينهما في جميع المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، العديد من الرسائل، من بينها تعزيز التبادل التجاري لزيادة فرص العمل لشعب وادي النيل.
وأجريت مراسم استقبال رسمية لدى وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، وكان في استقباله الرئيس السوداني عمر البشير، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري للبلدين.
وعبّر الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، عن ترحيبهما وسعادتهما والحرص على مواصلة مسيرة العمل المشترك لترقية وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين واستنادا إلى الصلات الراسخة والمتجذرة بين شعبي وادي النيل وامتدادًا للجهود المبذولة من الجانبين لتوسيع دائرة التعاون في المجالات المختلفة بملمح آخر للعلاقات بين البلدين تمثل في التواصل الشعبي والشبابي والبرلماني الذي ساد مؤخرا الساحتين السودانية والمصرية باعتبار أن البعد الشعبي سيظل الحارس الأمين للعلاقات السودانية المصرية.
ووقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، على البيان الختامي للجنة العليا الرئاسية المشتركة، وشهدا مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في الجوانب التجارية والصحية والصناعية والثقافية والسياسية وكافة جوانب التعاون الثنائي.
زيارة السيسي لألمانيا
وغادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، مطار القاهرة، متوجها إلى العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة ورؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا، في إطار مجموعة العشرين وذلك تلبية لدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.