"الحق في الدواء": الأدوية المغشوشة تشكّل عبئاً على الاستثمارات المصرية في مجال الدواء

أخبار مصر

الحق في الدواء: الأدوية
"الحق في الدواء": الأدوية المغشوشة تشكّل عبئاً على الاستثما

سامي عدلي



ساينس مونيتور : 7% من الأدوية المزيفة في العالم تأتي من مصر..و الخياط : 90% من الألبومين مزيف و3 أصناف الأكثر تداولاً في سوق الأدوية المزيفة

أكد المركز المصري للحق في الدواء، أن ظاهرة الأدوية المغشوشة، أصبحت تشكّل عبئاً على مجمل أوضاع الاستثمارات المصرية في الدواء، موضحاً أن 7% من الأدوية المزيفة التي تُباع في العالم تأتي من مصر، وذلك وفقاً لتقرير نشرته جريدة كريستيان ساينس مونيتور ، عن منظمة سياسات أفضل لحياة أفضل ، في عددها قبل الأخير.

وذكر تقرير ساينس مونيتور ، الذي استند إليه المركز المصري، أن مصر وفقاً لموقعها الجغرافي والمحوري، فإن أغلب الأدوية المغشوشة، تُسوَق من خلالها إلى الدول الأفريقية، موضحاً أن الصناعة المغشوشة فى مصر وجدت رواجاً، بسبب عدم قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة تلك الظاهرة، فضلاً عن تفشي المستويات الفقيرة من التعليم، ورغبة المستهلك في سلع رخيصة.

وتابع التقرير: الحكومة المصرية تعتقد أن الأدوية المغشوشة في البلاد يبلغ تكلفتها 181 مليون دولار أمريكي، كما تعتقد أن نحو 10% من الأدوية الموجودة فى الصيدليات بشكل قانونى فى حقيقتها (أدوية مزيفة) ، مؤكداً أنه يصعب تقدير المقياس الحقيقي لحجم تزييف الأدوية في مصر، إذ أنه يؤثر بشدة على المرضى وأوضاع الاستثمارات المحلية فى سوق صناعة الدواء، وهو يهدد بفقدان تلك الصناعة الإستراتجية.

وشدد تقرير ساينس مونيتور، على أن انتشار مصانع الأدوية المحلية، وفتح أسواق مستوردة في الشرق الأوسط، لتصنيع أدوية مغشوشة، سيؤدي إلى تقويض الصناعة الحقيقية للأدوية في مصر، ويؤدي إلى تراجعها ووقف تقدمها في هذا القطاع.

من جهته، رأى المركز المصري للحق في الدواء، أن المسؤولية لا تقع على وزارة الصحة فقط، بل على أجهزة أخرى مثل الجمارك على جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، وهو ما يتطلب سرعة الاستعانة بأجهزة كشف الأشعة على الحاويات لضبط الأدوية، خاصة التي تأتى من الصين والهند وتركيا، والتي يجري تهريبها بالمخالفة القانونية.

وأوضح المركز أن مباحث وزارة التموين، التى ضبطت خلال شهرى مارس وأبريل أكثر من 40ضبطية، عبارة عن أدوية مغشوشة ومقلدة لأدوية عالمية، وملايين لأقراص منشطة.

ولفت إلى أن حجم تجارة الأدوية عالمياً يصل إلى نحو 800 مليار دولار، تمثل تجارة الأدوية المغشوشة فيها 75 مليار دولار، وأنه فى الآونة الأخيرة، لوحظ زيادة نشاط هذه التجارة، حتى أن هناك صنف دوائى عالمى، ( فاستن)، تم إرساله من خلال طرد إلى أمريكا، حيث اكتشفت الجمارك، أن هناك تقليداً للدواء، وأرسلت عدداً من الخبراء للتأكيد فاكتُشف أن العنوان لشارع فيصل بالهرم غير مسكون.

وكان المركز المصرى قد ناشد الجمعيات الخيرية الكبرى فى مصر، ضرورة توخى الحذر عند شراء أدوية بسبب اكتشاف المركز بمساعدة الشركة، وجود تزوير لعبوات عقار ( البيتافيرون ) 12 حقنه بـ4600 جنيها تباع لهذه الجمعيات بـ1000 فقط، موضحاً أنهم استقبلوا شكاوى من العديد من المواطنين بشأن وجود عقار بلافكس مزيف، وألبومين بشرى مزيف، وباستطلاع آراء الخبراء، أكدوا أن تركيا أخيرا بدأت فى غزو الأسواق المصرية بالدواء المزيفة.

من جانبه، حذر الدكتور هشام الخياط، عميد معهد تيودور بلهارس، من أن هناك 3 أنواع من الأدوية، تُعد الأكثر تداولاً بين الأدوية المغشوشة، وأخطرها، وهي الألبومين، لمرضى التليف الكبدي والاستسقاء، والأعشاب الطبية المغشوشة، والإنترفيرون لعلاج فيروس سي.

وقال الخياط لـ الفجر ، إن 90% من عقار الألبومين، والذي يتم تداوله، مزيف، وهو ما يُسبب ارتفاع حرارة المريض وانخفاض ضغطه، مشيراً إلى أن العديد من الحالات ممن يُعالجون عنده في المعهد، يعانون الآثار الجانبية لهذا العقار المزيف.

ولفت إلى أنهم بدأوا يستعيضون عن الألبومين بالبلازما، فضلاً عن أن أدوية كثيرة مما تستخدم في علاج الكبد، تُعد خزعبلات لدى الشعب المصري – على حد قوله- مثل بول الإبل ولبنها.

وطالب الخياط، المواطنين بإحضار عقار الإنترفيرون من الشركة المصرية لتجارة الدواء، بدلاً من الصيدليات التي تغشهم، بعدما تبيع هذه العقارات بنصف الثمن.