إيران: سوق الدواء يشهد أزمة حادة إثر التدهور الاقتصادي
تشهد سوق الدواء
في إيران أزمة حادة إثر التدهور الاقتصادي إضافة إلى عجز الإدارة الحكومية عن السيطرة
على الاحتكار وتهريب تلك السلعة الاستراتيجية.
وأظهر الانسحاب
الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي، ضعف سيطرة حكومة طهران على
أوضاع الأسواق المحلية، لا سيما بعد فرض حزم عقوبات اقتصادية تشمل قطاعات مصرفية ونفطية
وصناعية، وتراجع مؤشرات الاقتصاد المحلي.
وسائل إعلام إيرانية
رسمية من بينها وكالة أنباء "فارس" أوردت تقارير مؤخرا تشير فيها إلى أن
شركات تصنيع الدواء المحلية إضافة إلى الصيدليات تواجه أياما عصيبة بالوقت الراهن،
بعد شح عشرات الأصناف من الأدوية المستوردة في ظل اضطراب سوق النقد الأجنبي وتهاوي
قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي لأدنى المستويات.
وأوضح "فرامرز
اختراعي" رئيس نقابة تصنيع وتغليف الدواء والمواد الكيميائية في إيران، أن العوائق
التي تواجه سوق الدواء في بلاده سببها بالأساس يرجع إلى الوضع الاقتصادي الراهن؛ إضافة
إلى التخزين والاحتكار للدواء، وفق قوله.
وكشفت صحيفة
"اعتماد" الإيرانية اليومية عن أن شركات أجنبية لتصنيع الدواء ترفض التعامل
مع طهران خشية عقوبات واشنطن، إلى جانب وجود مشكلات في النظام المصرفي الإيراني تحول
دون حصولها على ودائعها جراء المعاملات التجارية.
"اختراعي"
لمّح أيضا إلى وجود حالة من الجمود والركود على مستوى شركات تصنيع الدواء المحلية،
خاصة بعد فشلها في تدبير احتياجاتها من العملة الصعبة اللازمة لاستيراد المواد الخام
من الخارج بسبب تشديد قيود دعم العملة الصعبة حكوميا.
صحيفة "اعتماد"
نقلت عن مصادر لها بوزارة الصحة الإيرانية توقعات بزيادة حدة الأزمة مع حلول أشهر فصل
الخريف في البلاد، مشيرة إلى أن سوق الدواء يشهد موجة غلاء وانخفاضا في القدرة الشرائية
لدى المستهلكين.
وزادت أسعار أدوية
ضرورية مثل الإنسولين اللازم لعلاج مرضى السكري، الذين يشكلون قرابة 11% من المجتمع
الإيراني، الأمر الذي دفعهم للتداوي بطرق علاجية قديمة كحل بديل، بحسب الصحيفة.
وتشير حركة الأسعار
داخل سوق الدواء المحلي في إيران إلى زيادة مطردة حيث سجلت قيمة عبوة واحدة على سبيل
المثال من الكحول الإتيلي اللازم للتخدير أثناء العمليات الجراحية نحو 8500 تومان إيراني
"التومان يوازي 10 ريالات إيرانية" بزيادة 4 أضعاف قبل أشهر.