حمدى نصر يكتب: قناة الجزيرة.. رجاء الصمت
على مدار اليوم ليلا ونهارا كلما حولت المؤشر الى قناة الجزيرة أجدها تصرخ وتشير إلى جريمة منكرة حدثت فى القنصلية السعودية فى اسطنبول وهى جريمة ولا شك لا نناقشها أو نجادل فى كونها جريمة وغير مقبولة ولكن منذ الثانى من أكتوبر وبعد إعلان اختفاء الصحفى جمال خاشقجى وقناة الجزيرة تركت أخبارالعالم أجمع وجمدت الحياة السياسية فى العالم فى حدود قنصلية المملكة فى اسطنبول ولا شك ان الخلافات والحصار قد اشعل نيران الحنق والكراهية بين المملكة وجارتها قطر حتى أن خطأ ايا منهم هو شعلة تضىء الطريق للطرف الأخر.
وبعد أن أزيح الستار عن جريمة القنصلية حتى فرغت القناة القطرية كل وقت البث المتاح لمهاجمة السعودية والكيد والتحريض عليها بل وتستضيف كل من له عداء مع المملكة حتى ينفث عما بداخله والحقيقة انه لا توجد قناة قدمت تلك التغطية المتواصلة على مدار اليوم كما فعلت القناة القطرية، لم يبالغ أحد مثل ما بالغت تلك القناه.
ظهر ذلك الاحباط جليا على كل من شارك فى ذلك المهرجان وأعد له، فلم يقول الرجل إنه يمتلك تلك المحادثات التى زعمت الجزيرة وجودها بل وادعت ان الرئيس التركى عرض عليه مقابل مالى ضخم مقابل عدم إذاعتها، فهل قبض رجل المبادىء التركى ثمن سكوته واتساءل وعن حق لماذا لم تدفع الدولة القطرية للرئيس التركى مقابلا أكبر للاعلان عن تلك التسجيلات أو تسريبها حتى تنال مبتغاها من كل ذلك المهرجان الاعلامى.
وقد يجول فى خاطر كافة الناس هذا السؤال ألا تقوم كافة دول العالم أيا كانت متحضرة أو منزوع عنها لباس التحضر بمثل هذه الجرائم بل وأبشع منها ويكون معلوم للجميع من قام بهذه الجرائم ومن أعطى الضوء الأخضر للتنفيذ ولا أخفى خبرا حين ادعى أن الولايات المتحدة الامريكية وهى قمة الديمقراطية تقوم بعمليات قتل بدم بارد لسياسين وأكثر من هذا بل تستهدف رؤساء دول وتتخلص منهم بشكل او بأخر.
والخلاصة أن قناة الجزيرة قد بالغت كثيرا بإقامة مهرجان إعلامى على مدار الساعة لادانة المملكة السعودية بل وبالغت أيضا حين وثقت بالرئيس التركى وانه سيوجه اتهاما محددا للقادة السعوديين أو يأمر بتسريب تلك المكالمات المسجلة لفريق الاغتيال السعودى، نعم لقد بالغوا فى كل شىء حتى ان الرئيس التركى استخدمهم كأداة يحقق بها مأربه من هذه الازمة وهو معروف بأتقان السياسه النفعية ولم تنال الجزيرة سوى مزيد من الكره والنفور بين الأشقاء فى الدولتين.