تورتة "التريند الإخواني" في قضية خاشقجي بقلم استشاري السوشيال ميديا عمرو حسين
النسخة التامنة من سلسة أفلام "saw"، ما نزلتش في السينمات زي ما توقع الجمهور، تنازل مخرج السلسلة الشهير "جيمس وان" عن إخراج نسخته التامنة، طب ياترى نزل فين وكانت من إخراج مين!
الفيلم المرادي نزل على السوشيال ميديا وقام بإخراجه وإنتاجه وعرضه الإعلام الإخواني، النسخة التامنة كانت الأعلى من حيث تكلفة الانتاج والأكثر إثارة من حيث التأليف والخيال، وفعلا حاز الفيلم على أكبر نسبة من البكاء والولولة واللطم، ودا مش لأن الفيلم مكتوب كويس بس، لكن عشان الفيلم كان معروض في كل مكان وببلاش وديلفيري كمان يجيلك من غير ما تطلب.
المخرج المرة دي قرر يشارك جمهوره في كتابة الفيلم حتى أثناء العرض واداهم فرصة عظيمة للإضافة والحذف والتضخيم للأحداث، الجمهور انبسط أكتر لأنه مشارك فعليا في كتابة أحداث الفيلم دا.
أول ملاحظة هامة في خبر اختفاء خاشقجي هو مين في الأساس اللي قرر يصنع كرة التلج الأولى؟
حساب شهير على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اسمه "معتقلي الرأي"، الحساب بيقدم نفسه على إنه منصة سعودية معارضة للملكة تدافع عن المظلومين، من اللحظة الأولى تتخيل أن ينشر الأخبار من داخل المملكة لكن مع البحث تبين أن الحساب ينشر من لبنان، وهنا تسأل نفسك مين في لبنان يعارض السعودية؟
بعدها بلحظات تبدأ قناة الشرق الإخوانية في النقل عن حساب معتقلي الرأي ونشر الخبر وتحويله لمظلمة كبرى، كرة التلج ابتدت تكبر التقطت الكرة بعدها رويترز وهي أول الوكالات العالمية اللي نقلت جدل الاختفاء عن مواقع التواصل الاجتماعي، كرة التلج اصبحت جبل بيكبر كل شوية بحجم كمية التداول على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الأخير بيتضح أن خيوط اللعبة سياسية بحتة تم تنفيذها على مسرح كبير اسمه "السوشيال ميديا" مع استخدام الإدارة التركية سياسة "تقطير المعلومات" ونشر بيانات رسمية وغير رسمية عن تسجيلات ماسمعنهاش لحد اللحظة ودا كان أشبه بسكب البنزين على النار نقطة نقطة وبشكل تدريجي للاحتفاظ بسخونة الفيلم لـ أطول فترة ممكنة.
"الوقوع في حفرة التريند الطويل الممل"
في عادة شهيرة في مسلسلات رمضان عشان يلموا تكاليف المسلسل اللي هو أحداثه ممكن تتلخص في 10حلقات كان المنتج يجبر المؤلف على التطويل وكتابة تلاتين حلقة عشان تتوافق مع أيام الشهرالكريم وتشارك في تورتة الاعلانات.. دا تحديدا اللي عمله المنتج الإخواني في فيلم خاشقجي التطويل للاستحواذ على تورتة التريند والسيطرة على ودن وعين المشاهد.
في المقابل كان رد الإعلام الوطني مش على مستوى الحدث لأنه ماادركش من البداية إن الفيلم جاهز للعرض وتم الصرف عليه ببذخ لذلك ظهر من وقت للتاني يدوب بعض التحليلات والنقد السينمائي لـ أحداث الفيلم الاخواني وكان النقد موجه في الاساس للنقاد والصفوة مش لجمهور الفيلم الأساسي اللي كان خلاص متفاعل ومنغمس في الاحداث، اعلامنا مانزلش شارك في تفنيد الفيلم من الأساس.
من وقت للتاني محتاجين صف واحد قوي قادر يفهم ويلم خيوط لعبة السوشيال ميديا اللي هي أشبه بالقطار اللي كان بيمشي بالفحم زمان محتاج كل شوية حد يغذيه بالفحم والنار بتفضل والعة وإلا القطار هيوقف ومش هيكمل الطريق.
أين صدام حسين وأسامة بن لادن وآخرون من قتلهم وكيف تناول الإعلام قصصهم، وكيف غطت السوشيال ميديا على جرائم لم تحسب أنها جرائم طالما كانت فى صف الآخر.
كيف سخروا الإعلام والسوشيال ميديا لتحقيق أهداف على الأرض، هذا هو عصر السرعة، فمن لم يتخذ خطوات سريعه ستكون نتائجه كما حدث فى قصة ذلك الصحفي.