أقلع عن ذنب ارتكبه.. فهل يقبل الله توبته؟
أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية على سؤال "تبتُ وأقلعتُ إلى الله تعالى من كبيرة كنتُ أقع فيها بالرغم من ستر الله لي، فهل يتقبَّل الله توبتي؟"، على النحو التالي.
اعلم أنك بهذه التوبة وبهذا الندم يُرجى لك خير عظيم، ويرجى قبول توبتك؛ فإن من تاب إلى الله تاب الله عليه.
قال الله سبحانه في سورة الفرقان: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا(71)".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن ماجه: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن فضل التوبة وعظيم أثرها، وأنها تهدم ما كان قبلها.
وقال أحد العارفين: (إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار. قيل: كيف ذلك؟! قال: يفعل الحسنة فيُعجب بها، ويتكبر بها، ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها ويحزن كلما ذكرها، فيدخل بها الجنة).
ونصحته لجنة الفتوى بالمجمع بالأخذ بأسباب الثبات على التوبة النصوح من صحبة الأخيار، والحفاظ على أداء الصلوات بأوقاتها، مع وجوب البعد عن الفجار، وعن الأماكن التي قد ارتبطت بماضيك معهم، واشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وداوم على قول: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك"، وقول: " اللهم أعنِّي على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتِك".