رياض المؤخر: تونس ترغب في الاستلهام من التجربة الفرنسية في مجال اللامركزية
قال وزير الشؤون المحلية والبيئة، رياض المؤخر، السبت، إن تونس ترغب في الاستلهام من التجربة الفرنسية من أجل تطوير بلدياتها. وتطرق الوزير، في كلمته التي ألقاها في انطلاق أشغال اللقاءات التونسية الفرنسيّة لرؤساء البلديات المنتخبين اليوم بالضاحية الشمالية بالعاصمة، إلى سبل تعزيز علاقات التعاون اللامركزي بين تونس وفرنسا خصوصا بعد أن باتت السلطة المحلية تحتل مكانة هامة للغاية في تونس على اثر نتائج لاانتخابات البلدية ليوم 6 ماي الماضي.
وأضاف المؤخر أن الحكومة التونسية تولي اهتماما كبيرا للتجربة الفرنسية الرائدة ولخبرة فرنسا في مجال اللامركزية وترغب في الاستفادة منها، موضحا أنه تم تعميم النظام البلدي في تونس بعد انتخابات 6 ماي 2018 حيث تعد تونس حاليا 350 بلدية منها 86 بلدية محدثة.
وفي سياق متصل، قال المؤخر أن البلديات تواجه اليوم العديد من التحديات، ومنها أساسا نقص الموارد البشرية والمالية، معلنا أنه سيتم قريبا وضع خطة لتطوير المهارات تهدف إلى رقمنة كافة البلديات، ومتعهدا بتجهيز البلديات بشبكة أنترنات ذات تدفق عال.
وذكّر الوزير بأن مجلس نواب الشعب صادق على مجلة الجماعات المحلية الجديدة 10 أيام قبل تنظيم أول انتخابات بلدية بعد ثورة 2011 وهو قانون تمت صياغته من أجل تأطير مسألة اللامركزية الواردة في الدستور وتحديد ملامحها .
من جانبه عبر، رئيس جمعية رؤساء بلديات فرنسا فرنسوا باروان في مداخلته، عن استعداد بلاده لمرافقة تونس في مسار تكريس اللامركزية، مشيرا إلى أن تونس وفرنسا منخرطتان في مستويات مختلفة ضمن مسارات تجذير اللامركزية وإعادة النظر في التقسيم الترابي وهو ما يتطلب، وفق تقديره، ارساء إطار مؤسساتي يسمح بتنقل المهارات والموارد المالية الكافية.
من جانبها، أفادت شيخ مدينة تونس، سعاد عبد الرحيم، بأن تكريس لامركزية السلطة كان أحد مطالب الثورة ، موضحة أن مجلة الجماعات المحلية نصت على ثلاثة مستويات للحكم المحلي وهي البلديات والمناطق والأقاليم.
وتابعت في ذات السياق أنه تم توسيع صلاحيات البلديات حيث أصبحت بعض المجالات على غرار النقل العمومي وبناء المدارس والمستشفيات راجعة لها بالنظر، مشيرة إلى وجود مخطط من أجل نقل تدريجي للميزانيات على المدى الطويل حتى تتمكن البلديات في نهاية المطاف من تحقيق استقلالها المالي.
أما رئيس بلدية المرسى، محمد سليم المحرزي، فقد اعتبر أن مسار تكريس اللامركزية في تونس يسير على الطريق الصحيح، وأنه تمت إعادة الثقة بين السؤولين المنتخبين والمواطنين، مؤكدا أنه سيتم اقتراح الحلول المناسبة لتحسين ظروف عيش المتساكنين. كما سيتم توجيه التعاون اللامركزي نحو المدن والمناطق، وفق تأكيده.
وستمكن، أشغال الدورة الأولى للقاءات التونسية الفرنسيّة التي تتواصل على مدى يومين، رؤساء البلديات المنتخبين من تعزيز تبادل التجارب والمعارف بين المسؤولين البلديين المنتخبين من تونس وفرنسا بهدف الاستجابة للرهانات الماثلة على أرض الواقع وفق ما صرح به منظمو الدورة.
يذكر أن هذا الحدث رفيع المستوى يجمع أكثر من 300 مسؤول محلي منتخب من تونس وفرنسا. (وات)