موسيقات تونسية بروح فنية متجددة في اختتام أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري
بتصور موسيقي متجدد وبروح فنية وفية للأصالة ومنفتحة على الحداثة، اختتمت ليلة أمس الجمعة بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة فعاليات الدورة الأولى لأيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، وذلك في سهرة فنية أمنها كل من الفنانين المهاجرين "خالد بن يحيى" الذي يعيش في مدينة ليون الفرنسية ويدرس الموسيقى هناك، و"عماد العليبي" الذي يعيش في باريس.
ورغم بعدهما عن الوطن واندماجهما مع ثقافة جديدة إلا أن تصورهما الفني وبحثهما الموسيقي بقي متجذرا في بيئتهما الأصلية ومنفتحا على التنويعات الموسيقية في العالم، وهذا ما اكتشفه الجمهور الذي تابع عرض ختام تظاهرة جديدة تنضاف إلى سلسلة تظاهرات ثقافية أخرى تنتظم بشكل متتال ومكثف تحت عنوان "أيام قرطاج".
وقبل انطلاق فقرات العرض تحدث مدير الدورة الاولى لأيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري محمد أحمد القابسي عن تنوع المضامين الفنية والثقافية للدورة مشيرا إلى أن هذه التظاهرة في دورتها الأولى كانت نقطة انطلاق ومثلت وؤية عامة من زاوية ثقافية مدروسة لإرساء مهرجان متكامل العناصر التنظيمية في السنوات المقبلة.
الجزء الأول من العرض أمنهالفنان "خالد بن يحيى" بمقطوعات موسيقية تحمل عنوان "mais rosa"، حيث توسط بعوده الفرقة الموسيقية التي تتكون من عدد من أمهر العازفين من تونس وفرنسا يتقدمهم كل من "لطفي صوة" على الإيقاع و"سليم بن ميلود" على الناي و "رياض بن عمر" على الكمنجة، إلى جانب عازف الكلارينات العالمي "ميشال لوتاك"، ليرحل بالجمهور الى عالم الموسيقى المتجددة التي تمتزج فيها إيقاعات الجاز مع نكهة النغمات الروحية والمشرقية.
وكان الفنان "منير الطرودي" ضيف الحفل الذي قدم آداء صوتيا حرك سواكن الحضور في مسرح الأوبرا فتفاعلوا معه بحرارة شديدة خاصة عند آدائه لمقطوعة "كايو" التي جمع فيها بين الإيقاعات الهندية والإيقاعات التونسية.
في النصف من الثاني من السهرة أطل "عماد العليبي" على الإيقاع مصحوبا بثلاثة عازفين فرنسيين على البيانو، الترومبات والكمان ليتجول بين مقامات الموسيقى التونسية والايقاعات الغربية للجاز والالكترو والروك بتنفيذ فني فريد من نوعه من حيث الاختيارات في المضامين والاستئناس بتجارب كبار الموسيقيين في العالم.
ويجدر التذكير بأن فعاليات الدورة الأولى لأيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري امتدت على فترة أسبوع (13-19 أكتوبر الجاري) متضمنة فقرات وأنشطة متنوعة من شعر وفن تشكيلي وموسيقى ولقاءات فكرية وأدبية، وقد تم إحداث هذه التظاهرة لتكريس البعد التشاركي للعمل الثقافي وتمكين كل فئات المجتمع التونسي من حقهم الدستوري في الثقافة داخل الوطن وخارجه، حسب ما بينته وزارة الشؤون الثقافية خلال إعلانها عن إطلاق هذا المهرجان.