نادية صالح تكتب: من ذكرياتي
لا شك أن برنامج «زيارة لمكتبة فلان» يحمل ذكريات كثيرة وضمن كواليسه ذكريات تمر على خاطرى أحيانا كثيرة وقد قررت أن أحدثكم عن بعض هذه الذكريات من واقع هذه الحلقات.
أولا: زيارة لمكتبة الدكتور فاروق الباز، العالم المصرى الكبير والذى حملت أبحاثه الجيولوجية الكثير من الأمل للمصريين وقتها. فهل يصدق القارئ كيف تم تسجيل هذه الزيارة للعالم الكبير؟!
كان الزحام الذى يزعجنا كثيرا وساعة الذروة التى تضيق معها أنفاس السائقين سببا فى إتمام هذه الزيارة فقد كنت وقتها أقود سيارتى ظهر أحد الأيام من صيف حار وأقف أنتظر فرج الله وانتهاء «عجأة» المرور كما يقول اللبنانيون إذا بى أرى بجوارى بالسيارة التى كانت تجاورنى أرى الدكتور فاروق الباز، فركت عينى لأتأكد ممن أرى ولأن العمل وحبى له كان سيد الموقف أفقت على نفسى وأنا أهتف: دكتور فاروق دكتور فاروق دكتور فاروق بصوت عالٍ أنا اسمى نادية صالح مذيعة فى الإذاعة وأقوم بتسجيل برنامج ليتعرف الناس على مكتبات العلماء والأدباء والمشاهير فابتسم الرجل وعندما سألته عن المدة التى سيقضيها معنا فى القاهرة فأجاب بأنها ثلاثة أيام بعدها يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية فطلبت منه أن يكون لى حظ بتسجيل مكتبته فى اليوم التالى أو الذى يليه فسألنى: أين سيكون التسجيل؟ فقلت له بعد إذنك يمكن أن يكون فى مكتب شقيقك الدكتور أسامة الباز بوزارة الخارجية.
وهكذا تم تسجيل زيارة لمكتبة العالم الكبير وتعرف المستمعون على أقسامها المختلفة وكانت زحمة المرور سببا رئيسيا فى إتمامها.
ثانيا: زيارة لمكتبة العندليب عبدالحليم حافظ وكانت ليلة البروفة لأغنية قارئة الفنجان.
ذهبت إليه فى منزله بالزمالك وعندما دق الجرس فتح لى أحدهم الباب فوجدت مجموعة من الكراسى تقابلنى فقلت فى نفسى: لابد أننى أخطأت العنوان ولكن سريعا ما جاء عبدالحليم حافظ وبصوته الهادئ قال لى: معلش دى الفرقة كلها والبيت بيتعدم إنما حعمل إيه فابتسمت ودخلت لنسجل حلقة أصبحت مثل إحدى أغنياته التى يطلبها المستمعون للعندليب فقد قرأ بين فقراتها مجموعة من القصائد الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقى ونزار قبانى وحافظ إبراهيم وللحق كما قلت لحضراتكم اختلطت مكتبة عبدالحليم حافظ وأصبحت من إحدى أغنياته التى يطلبها المستمعون كل عام.
ثالثا: تتدافع الذكريات والسنوات ولكن استأذنكم لنعيش معها فى مرات قادمة إن شاء الله..