"الشماع" يتحدى "القمني": لا دليل على حج نارمر لسيناء.. والتاريخ لا يؤرخ بالأخبار غير الموثقة
قال المؤرخ المعروف بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية، وعضو اتحاد الكتاب، إن صلاية الملك نعرمر "نارمر" حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، كان القول حولها ثابت ولم يكن هناك جدل معين حول تفسيرها.
وأوضح الشماع في تصريح خاص للفجر، إن صلاية نعرمر دائمًا كان يتم تفسيرها على أنها ترمز لتوحيد القطرين الشمال والجنوب على يد الملك نعرمر، ولم تكن ترى في غير هذا الإطار.
وبعد حقبة الثمانينيات -والكلام للشماع- بدأت تظهر عدة نظريات وأفكار أخرى حول الصلاية، فمن قول عالم أن هذه المشاهدات قد تكون مشاهد تحذيرية، لقول آخر أنها رمزية لقوة الملك ولا تشير لمعركة حقيقية على أرض الواقع، حيث ترمز لقوى الملك وغيرها من هذه المعاني.
وتابع الشماع، قائلًا إن المشهد على الصلاية يُظهر اسم الملك نعرمر، ويوجد آثار اكتشفت للملك بالفعل فمعنى ذلك أن الملك نعرمر ليس شخصية أسطورية أو وهمية وإنما هو شخصية حقيقية.
وعن الصلاية نفسها قال الشماع إنها تمثل الملك نعرمر وهو يقبض على أسير حرب ويهم بضربه بالمقمعة، والأسير ذو لحية، وبجانبه حرفين بالهيروغليفية أحدهما "ور" والثاني "ش" والأول يعني رمح والثاني حوض مياه، ووجود الإله حورس في الصلاية وبيده حبل يخرج من أنف الأسير، وفي تفسير الحبل أنه رمز لسحب الحياة من الأسير وتفسير آخر انه يقود الأسير من أنفه، كما يوجد 6 زهرات بردي حيث تعني زهرة البردي الرقم 1000، مما يعني أن حورس قبض على أو قدم أو سقط عدد 6000 أسير.
وهناك تفسير يقول أن البردي يشير للشمال أي أن الأسير من الشمال، فيعني المشهد أن رجل الجنوب انتصر على رجل الشمال، التي هي أرض البردي أو الدلتا.
كما أن هناك رأي يفسر أن هؤلاء ليبيين أو مصريين شماليين، وكل ذلك يؤيد فكرة توحيد القطرين.
وأشار إلى أن الصلاية ذات وجهين، أولهما يمثل الملك نعرمر، يرتدي التاج الأبيض، وهو تاج الجنوب، وثانيهما، يرتدي الملك تاج الشمال الأحمر، ما يشير إلى أنه هيمن على الشمال، وهو ما يشير بالتالي للتوحيد الذي قام به نعرمر.
وأضاف أن كل التفسيرات والإشارات السابقة لم تأت أو تشير إلى اسم سيناء من قريب أو بعيد، وقد يكون هناك إشارة للفن الآسيوي بسبب الحيوانين الأسطورين الموجودين على الصلاية، وقد يكون الشمال محتل من قبائل ليبية أو آسيوية وتم طردها، ولكن لازلنا لا نملك إشارة واحدة لسيناء.
وقال إن مسألة ذهاب نعرمر حاجًا إلى سيناء أمر مستبعد تمامًا، فمعنى ذهابه حاجًا فذلك يعني أنه يعرف إله موسى عليه السلام، فكيف ذلك والصلاية بها ربين من أرباب قدماء المصريين الأسطورية، وهما حورس و الربة بات البقرية الموجودة أربع مرات أعلى وجهي الصلاية، وعرفت فيما بعد باسم حتحور.
ثم تساءل أين ذكر الرب الذي حج إليه نعرمر وكيف كان هذا الحج، ومسألة حامل الخفين هي مسألة متكررة في التاريخ المصري القديم، فهل كل ملم له حامل خفين سنقول عنه أنه ذاهب إلى سيناء يحج.
وطالب الشماع بمنع غير المتخصصين من الظهور على شاشات الفضائيات، حيث أننا نرى في الآونة الأخيرة عدد من الشخصيات التي توجه سهام غير مبنيه على مصدر أو مرجع وينتشر كلامهم عبر السوشيال ميديا، ويصدق من يصدق، ومن لا يصدق لا يصدق.
كما طالب وزارة الآثار بالتعاون مع الأساتذة والمتخصصين بالتصدي لمثل هذه الدعوات والكلام الغير مبني على أي أصل علمي، ومواجهته بالفكر الصحيح والمعلومات الموثقة.
جاء ذلك ردًا على النقاط التي أثارها الدكتور سيد القمني في برنامجه "أرض التجلي" المعروض على فضائية القاهرة والناس اليوم، حيث قال القمني إن الصلاية ليست لتسجيل حادث توحيد القطرين، وهو ما يستتبع أن الملك مينا ليس هو موحد القطرين، وأنها كانت لتسجيل حرب عظيمة دارت في سيناء بين الملك مينا وبين البدو، وأن الملك مينا لقب بلقب فرعون.