سوار الذهب.. رئيس رفض السلطة وتفرغ للأعمال الخيرية
توفي في المستشفى العسكري بالعاصمة الرياض، الخميس، الرئيس السوداني الأسبق المشير عبدالرحمن سوار الذهب، عن عمر ناهز الـ83 عامًا، موصيًا بدفنه في المدينة المنورة.
ونعت رئاسة الجمهورية السودانية، المشير سوار الذهب، قائلة في بيان لها الخميس "تحتسب رئاسة الجمهورية عند الله تعالى للشعب السوداني وللأمة العربية والإسلامية ابنًا من أبناء السودان البررة، وقائدًا فذًا، المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، الذي لبّى نداء ربه صباح اليوم بالمستشفى العسكري بالرياض بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في ساحات العمل الوطني والدعوي، وسيوارى الثرى بالبقيع بالمدينة المنورة".
وأضاف البيان، "أنه خدم وطنه وشعبه جنديًا مخلصًا في الدفاع عن تراب الوطن ووحدة أراضيه وسيادته، وقائدًا لشعبه، إضافة لعطائه في المجالات السياسية والصحية والاجتماعية وشتى المجالات، ومشاركته الفاعلة في مسيرة السلام والوفاق الوطني".
وتولى المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، السلطة في البلاد، في أبريل 1985، بوصفه أعلى قادة الجيش، ووعد بالبقاء في السلطة لمدة عام واحد فقط، ونفذ ما وعد به، وسلم السلطة عقب إجراء انتخابات ديموقراطية، إلى الفائز في الانتخابات، الصادق المهدي، واعتزل العمل السياسي بعدها وتفرغ للعمل الخيري والدعوي.
وولد سوار الذهب في مدينة "أم درمان" عام 1935م، وانتقل بعد عامين إلى مدينة "الأبيض" مع والده الذي ذهب إليها ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن، وتلقَّى بها تعليمه الابتدائي والأوسط والثانوي، ثم التحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم، وتخرَّج فيها عام ١٩٥٥م، كما تلقى علومًا عسكرية عليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن.
وتدرج في السلم العسكري بالجيش السوداني، حتى أصبح رئيسًا لهيئة أركان القوات المسلحة ثم وزيرًا للدفاع، وعند قيام انتفاضة أبريل ١٩٨٥م تسلَّم مقاليد الحكم في البلاد، للخروج بها من أزمة سياسية، متعهدًا بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة واحدة، وهو ما نفذه بالفعل.
وشارك سوار الذهب بدور كبير في العمل التطوعي والدعوة الإسلامية، كما اهتم بدعم التعليم والصحة في السودان، من خلال رئاسته لمجلس أمناء جامعة "كردفان"، التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لدوره في قيامهـا، كما أسس كلية شرق النيل الجامعية، وساهم في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية.
وترأس عددًا من جمعيات أصدقاء المرضى، كما ترأس الصندوق القومي للسلام في السودان، وكذلك هيئة جمع الصف الوطني المعنية بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور.
وحصل المشير سوَار الذّهب على جائزة الملك فيصل عام ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م ، تقديرًا لجهوده الكبيرة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلاميَّة في السودان، التي قامت بتشييد العديد من المدارس والمسَاجد والمستشفيات والمستوصفات ومرَاكز الطفولة وملاجئ الأيتام، كما حفرت من الآبار ومحطات المياه في إفريقيا، إضافة إلى مسَاهمته الفعَّالة في الدعوة الإسلامية.