في ذكرى ميلاده.. أهم المحطات في حياة المخرج " أحمد بدرخان"
بدأ تعلقه بالسينما وهو في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يتردد كثيرًا
على دار سينما "الكوزمو" بشارع عماد الدين، وكان أحد أفلام شارلي شابلن الصامتة
أول ما شاهده بدرخان من أفلام، فأعجب به كثيرًا وأحب التمثيل من خلاله وبالتالي صمم
على أن يظهر على الشاشة.
بداية مشواره
وفي العام 1930م التحق أحمد بدرخان بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات،
إلاّ أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظراً لاغلاقه، وبعد حصوله على شهادة الكفاءة الفرنسية
التحق بدرخان بالجامعة الأمريكية وشارك في نشاط فريق التمثيل والذي كان الفنان الكبير
جورج أبيض تولى تدريبه، وكوّن فريقاً للتمثيل أطلق عليه اسم فريق الطليعة وقام بتمثيل
دور البطولة في مسرحية الأديب التي قدمها على مسرح رمسيس، بعدها التحق بدرخان بكلية
الحقوق لدراسة القانون تلبية لرغبة والده وفي نفس الفترة بدأ في مراسلة معهد السينما
في باريس حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما استطاع أن ينشر معظمها في مجلة
الصباح والتي أسندت إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها وأوفد في أول بعثة
سينمائية في باريس في العام 1931م وحصل على دبلوم في فن الإخراج.
رحلته إلى فرنسا
من خلال كتاباته في السينما استطاع بدرخان ان يلفت إليه انتباه الاقتصادي
الكبير طلعت حرب الذي استدعاه وطلب منه تقريراً وافياً عن إمكانية إنشاء استوديو سينمائي
في مصر فعكف بدرخان على كتابة التقرير مستعيناً بما لديه من كتب ومقالات عن الاستوديوهات،
هذا إضافة إلى المعلومات والتفاصيل الفنية بالاستوديوهات والذي زوده بها صديقه نيازي
مصطفى الذي كان يدرس السينما في ألمانيا، ثم حاز هذا التقرير على الموافقة من طلعت
حرب وبدأ في المشروع، وإلى أن يتم تنفيذه أرسل حرب بعثتين لدراسة السينما بفرنسا وألمانيا،
وكان بدرخان على رأس بعثة فرنسا وهناك في باريس التقى نجيب الريحاني أثناء تصوير فيلمه
"ياقوت أفندي" في العام 1934م فعمل مساعداً لمخرج الفيلم أميل روزيه.
"وداد" باكورة إنتاج الاستوديو
وفي أثناء تواجده في باريس استلم بدرخان من استوديو مصر قصة "وداد" ليعد لها السيناريو وليكون باكورة إنتاج الاستوديو،
وفي أكتوبر 1934م عاد بدرخان وعيّن مخرجاً سينمائياً باستوديو مصر بمرتب قدره عشرون
جنيهاً شهرياً.
وكان من المفترض ان يكون فيلم "وداد" 1936م وهو من بطولة أم
كلثوم أول مشاريعه الإخراجية فقد بدأ بالفعل في تصوير بعض من مشاهده الخارجية إلاّ
أنه وبسبب خلاف شخصي مع مدير الاستوديو أحمد سالم تم تنحيته من الإخراج واسناده إلى
الخبير الألماني فريد كرامب احتجاجاً على هذا التصرف قدم بدرخان استقالته من الاستوديو.
أعماله السينمائية
وبعدها توالت أعماله السينمائية، شيد الأمل، اختارت أم كلثوم أحمد بدرخان
لإخراج ثاني أفلامها "منيت شبابي" أو "نشيد الأمل" عام 1937، وشاركها
البطولة كل من زكي طليمات، ماري منيب، حسن فايق، استيفان روستي.
كما أخرج بدرخان فيلم "دنانير" عام 1939، للفنانة أم كلثوم،
وشاركها البطولة سليمان نجيب، عباس فارس، عمر وصفي، فؤاد شفيق، منسي فهمي. وفي عام
1946، أخرج بدرخان فيلم "ماقدرش" بطولة كل من فريد الأطرش، تحية كاريوكا،
فؤاد شفيق، عبدالسلام النابلسي، محمد كامل، فؤاد منيب، كما أخرج فيلم أم كلثوم الأخير، ويحمل اسم "فاطمة"
في عام 1947 وشاركها البطولة كل من أنور وجدي، سليمان نجيب، حسن فايق، فردوس محمد،
زوزو شكيب، أما آخر أعماله كان فيلم "نادية"، وعرض بعد وفاته عام 1969، وهو
من بطولة سعاد حسني، وأحمد مظهر، ونور الشريف، وشفيق نور الدين.