الجفري: الدول العربية أصبحت لا تقدر على الصمود أمام الضغوطات الدولية بشأن حقوق الإنسان
قال الداعية الحبيب على الجفري، إن ملف مجالات حقوق الإنسان حاضر فى كافة مجال حياتنا كما أنه وسيلة يستخدمها البعض لتمرير الباطل، مشيرًا إلى أن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان على الرغم من أنه يحتوي على أمور جيدة كثيرة إلا أنه تضمن إشكاليتين أساسيتين أولهما فلسفة إعلانه إذا أنه صيغ من مفهوم إحادي فيما يخص التنوع الحضارى، بحيث أن اللجنة اللتى عملت عليه والتى تشكلت من 18 فرد مثلوا جميعا نفس المدرسة الفلسفية.
وأضاف "الجفري" خلال كلمته باليوم الثانى للمؤتمر العالمى الرابع لدار الإفتاء "التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق" والذى يعقد بالتعاون مع دور هيئات الإفتاء فى العالم، أن الإشكالية الثانية تكمن فى الظرف الذى قام عليه هذا الإعلان حيث أنه تأثر بالتنازع الفكرى بين الحضارة الغربية والإتجاه المركسى فى هذا الوقت، لافتا إلى أن تعاريف النصوص الموجودة فى الإعلان تم التلاعب فيه بعد ذلك.
وتابع: الدول العربية أصبحت لا تقدر على الصمود أمام الضغوطات الدولية التى تمارس فى ملف حقوق الإنسان، كما أن المؤسسات الدينية لم تعد بالثقل المرجعى كما كانت فى الماضى، بجانب أن الشباب لم تعد قناعتهم، بجدوى التمسك بالخطاب الشرعى كما كان فى السابق، مؤكدًا أنه إذا لم تكن لدينا امكانية للتعامل مع هذا الملف سوف يكون هناك العديد من المشاكل.
وأشار إلى أن جوهر التجديد يكون فى النموذج المعرفي من خلال طرح يقنع العالم للخروج من الكبوات التى يمر بها اليوم، وانه حصل نوع من الرجعية الفكرية جعلت مصادر المعرفة مقتصرة على مصدر واحد، وهو ماجعل الواذع الدينى معطل على الدفع به فى أفعال البشر.
انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الرابع، أمس الثلاثاء، الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التابعة لدار الإفتاء المصرية، وذلك برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.