رويترز: كيف وصلت روسيا إلى "أفريقيا الوسطى"؟

عربي ودولي

الرئيس الروسى فلاديمير
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين


سلّطت وكالة رويترز، الضوء على رغبة روسيا فى توسيع النفوذ العسكرى إلى جمهورية أفريقيا الوسطى والدول الأفريقية كدليل على تعزيز حلفائها وهيمنتها العالمية.


وفى تقرير لها اليوم الأربعاء، قالت إنّه عندما ناشدت جمهورية أفريقيا الوسطى، الحصول على المساعدة في العام الماضي لمحاربة الميليشيات المغتصبة، عرض الحاكم الاستعمارى السابق "فرنسا" أسلحة استولت عليها قبالة الصومال من الميليشيات، لكن روسيا اعترضت وتبرعت بأسلحتها الخاصة بدلاً من ذلك.

 

وبحلول فبراير، أرسلت روسيا 9 طائرات بأسلحة إلى جانب عشرات من المتعاقدين لتدريب الجنود المحليين وتأمين مشاريع التعدين، مما يمثل بداية غزوها العسكري البارز في أفريقيا جنوب الصحراء منذ عقود.

 

وأضافت رويترز، أنّ الوصول إلى بلد تهيمن عليه فرنسا لسنوات كان بمثابة بيان نوايا حول دفع موسكو المتجدد نحو الهيبة والتأثير العالميين، وهو جزء من حملة أوسع تهز ديناميكيات السلطة القديمة في القارة.

 

ومنذ أن فرضت الدول الغربية عقوبات ضد روسيا لضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، وقعّت موسكو 19 اتفاقية تعاون عسكري في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، شاملة إثيوبيا ونيجيريا وزمبابوي، وفقًا لوزارتي الخارجية والدفاع ووسائل الإعلام الرسمية.

 

وتشكل الدول الأعضاء في القارة البالغ عددها 54 دولة في الأمم المتحدة- ثلاثة منها في مجلس الأمن كعضوية مؤقتة بالتناوب -أكبر كتلة تصويت في المنظمة وواحدة من أكثر الدول تماسكًا، مما يجعلها حليفاً جذاباً لروسيا.

وقال دميتري بوندارينكو، عالم الأنثروبولوجيا والمؤرخ في معهد روسيا للدراسات الإفريقية، إنّ الغرب ليس محبوبًا من قبل العديد من البلدان، وأن الكثيرين يرون روسيا هي الدولة التي ستعارض الغرب.

 

وإلى جانب إرسال الأسلحة والمقاولين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، فإنها تعتزم إنشاء فريق من 5 أشخاص في وزارة الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقاً لما قال فالري زاخاروف، وهو مستشار أمني للرئيس فوستين أركنج تواديرا، ووزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي.

وتأتي تحركات روسيا في وقت يتنامى فيه تأثير وزارة الدفاع على السياسة الخارجية للكرملين في ظل تصاعد التوتر مع الغرب.