أعاد مصر لمكانتها الكبرى.. طفرة كبيرة للعلاقات الخارجية المصرية في عهد "السيسى"
منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية في 2014م وهوحريص على توطيد العلاقات الخارجية وتقوية صلة مصر بمختلف دول العالم لتحقيق المصالح المشتركة وتوثيق الروابط بين مصر والعديد من دول العالم، وهو الأمر الذي يضع مصر في مكانة مرموقة داخل المنطقة.
وأعاد "السيسي" في عهده الدفء إلى العلاقات المصرية مع دول الخارج التي كانت قد شهدت مسبقًا توترًا معها، وأعاد إحياء العلاقات التي كانت قد توقفت في فترة سابقة بين مصر وعدة دول.
وفي سياق ذلك، ترصد "الفجر" أبرز نجاحات مصر في عهد "السيسي" التي سُجلت في ملف العلاقات الخارجية، وذلك خلال السطور التالية.
استعادة عضوية الاتحاد الأفريقي
وتمكن "السيسي" خلال توليه السلطة من إعادة بناء العلاقات المصرية الأفريقية بعد تدهورها لدرجة تعليق الاتحاد الأفريقي لعضوية مصر به.
وبعد 11 شهرًا من الغياب، وفي اجتماع عُقد في يونيو 2014م، وافق المندوبين الدائمين بالاتحاد في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، وبعد موافقة مجلس السلم والأمن الأفريقي وبإجماع أعضائه الخمسة عشر، على عودة مصر إلى مكانها الطبيعي داخل الاتحاد الأفريقي خاصة أنها واحدة من الدول المؤسسة للاتحاد، لتعود مصر للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقي بغينيا الاستوائية بحضور الرئيس "السيسي".
إنهاء تجميد المساعدات الأوروبية
حالة من التوتر كانت العلاقات المصرية الأوروبية تشهدها قبل تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وذلك بسبب عدم تفهم الجانب الأوروبي لحقيقة الموقف المصري الداخلي بعد ثورة 30 يونيو، ولكن تمكن الرئيس "السيسي" عبر سلسلة من الجولات والمباحثات مع أهم زعماء الدول الأوروبية لإعادة الروابط إلى هذه العلاقات المتوترة والتي شهدت استقرارًا كبيرًا بفضله.
وتأكيدًا على استعادة مصر لعلاقتها بين دول القارة الأوروبية، وقعت الحكومة المصرية اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 500 مليون يوريو لتمويل مشروعات التنموية خلال الفترة من 2017 وحتى 2020م وهو ما يعادل 10 مليار ونصف جنيه مصري.
وتعد هذه الاتفاقية نتيجة لعودة أعمال مجلس الشراكة الأوروبي المصري الذي توقف منذ 2011م ليعاود عقد أعماله من جديد في يوليو عام 2017م بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
إعادة تحريك ملف المصالحة الفلسطينية
وبعد تعثر دام لنحو عشر سنوات، وقعت حركتا فتح وحماس اتفاقًا للمصالحة الفلسطينية الرسمية في أكتوبر عام 2017م، وذلك بفضل الرئيس "السيسي" الذي تمكن من تحريك ملف المصالحة فيما بينهما بعد هذه المدة من التعثر، لتتفق الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على كافة التراب الفلسطيني.
بحث حلول للأزمة الليبية
وكانت مصر أولى الدول التي حرصت على أمن الداخل الليبي، خاصة لإيمانها بأن أمنها الداخلي مرتبط بشكل كبير بأمن جيرانها، وهو ما دفعها للقيام بدور هام تجاه الملف الليبي، خاصة بعدما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على دور الجيش الوطني الليبي وقدمت الدعم الكامل له من خلال تدريب كوادره والسعي خلف فك الحظر عن تسليحه دوليًا، إلى جانب استضافة اللجنة المصرية المعنية في ليبيا للجان التواصل العسكري بليبيا، فضلًا عن دعم مصر للمصالحة الوطنية.
وفي عام 2016م حرص "السيسي" على تشكيل اللجنة المصرية المعنية بمتابعة الشأن الليبي، برئاسة الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان السابق.
تعزيز العلاقات المصرية العربية
ولم يتوقف دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز العلاقات الخارجية عند دول أوروبا وأفريقيا فقط، حيث امتدت إلى تعزيز العلاقات المصرية العربية التي حاولت جماعة الإخوات إفسادها خلال فترة توليهم السلطة.
وأولى "السيسي" هذا الملف اهتمامًا بالغًا حيث كانت أول زياراته الخارجية إلى الجزائر في يونيو 2014م والتي كانت الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ خمسة أعوام، فضلًا عن جولته في 6 دول عربية هي السودان والجزائر والسعودية والكويت والإمارات والأردن، والتي كانت من ضمن 23 جولة خارجية أجراها سيادته في العام الأول لتوليه الرئاسة.
ونجح "السيسي" كذلك في إعادة إحياء العلاقات المصرية السعودية والتي تجلت بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة وإعلانه عن عدة استثمارات سعودية بمصر، فضلًا عن إحياء العلاقات المصرية الإماراتية التي كانت قد شهدت توترًا في عام 2012م بعد اكتشاف أبو ظبي لمؤامرة إخوانية تسعى لقلب نظام الحكم هناك بعدم من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، إلا أن العلاقات عادت للانتعاش بين الدولتين من خلال عدة استثمارات بمصر في مختلف المجالات.
وفي عام 2017م استضافت القاهرة عددًا من أطراف النزاع السوري ممن وقعوا على اتفاق لخفض التوتر في منطقة الغوطة الشرقية برعاية مصر، وهو ما أعاد العلاقات المتوازنة بين مصر وسوريا بما يحفظ حق الإنسان السوري في الحياة وحمايته من خطر الانهيار والتفكك.
عودة العلاقات المصرية مع الشرق الروسي الصيني للحياة
وأعاد "السيسي" العلاقات المصرية مع روسيا إلى الحياة بعد سنوات من الجفاء والتوقف، حينما زار روسيا عام 2014م والتقى برئيسها فلاديمير بوتين، ليرد الأخير الزيارة في 2015 إلى مصر والتي أسفرت عن العديد من المباحثات والاتفاقيات المشتركة، وتكررت زيارة الطرفين ولقاءاتهما بين مصر وروسيا عدة مرات على مدار السنوات الماضية، والتي يعد آخرها زيارة "السيسي" الحالية إلى روسيا وإلقاء كلمة أمام المجلس الفيدرالي الروسي كأول رئيس دولة أجنبي يلقي كلمه به.
أما عن العلاقات المصرية الصينية، ففي سبتمبر من عام 2017 الماضي، توجه "السيسي" إلى قمة بريكس بالصين، حيث كانت الزيارة الرابعة له إلى هناك منذ توليه الرئاسة، ويأتي ذلك بعدما كانت بكين قد وجهت دعوة لمصر للمشاركة كضيف في قمة مجموعة العشرين والتي شارك "السيسي" في مختلف جلسات عملها عام 2016م، وفي جولة آسيوية توجه "السيسي" خلال الشهر الماضي إلى الصين للمشاركة في قمة صينية أفريقية أسفرت عن العديد من الاتفاقيات والاستثمارات بين البلدين، فضلًا عن ترؤس مصر هذا العامة لقمة مجموعة الـ77 والصين على هامش مشاركتها باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما يعزز دور مصر الهام ومكانتها على مستوى العلاقات الخارجية.
كسر جمود العلاقات المصرية الأمريكية
تمكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، من كسر جمود العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بعدما شهدت حالة من التوتر لمحاولات أمريكا المستمرة في التدخل بالسياسة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، إلا أنه بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، تمكن الجانبين المصري والأمريكي من تحقيق تفاهم جيد، ليلتقي الرئيسان خلال عام واحد فقط 4 مرات، إلى جانب عودة مناورات النجم الساطع بين الجيش المصري والأمريكي في سبتمبر 2017 الماضي بعد توقف دام 8 سنوات.
وتأكيدًا على توطيد هذه العلاقات، توجه الرئيس "السيسي" في زيارة رسمية إلى نيويورك خلال الشهر الماضي، لعقد قمة ثنائية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتجديد العلاقات وبحث عدد من الملفات والقضايا في كافة المجالات المشتركة بين البلدين، إلى جانب حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة مصر بها.
إعادة عضوية اتحاد البرلمان الدولي
وتمكن الرئيس "السيسي" من إعادة مصر لعضوية الاتحاد البرلماني الدولي، بعد انقطاع دام خمس سنوات بسبب الاضطراب الذي شهدته مصر بعد ثورة 25 يناير عام 2011م، وهو ما أعاد لمصر مكانتها حينما أصدر الاتحاد بيانه الذي أعلن خلاله عودة مصر للعضوية الكاملة للاتحاد، ومشاركتها في أعمال الدورة 134 بزامبيا.
إحياء العلاقات المصرية الإيطالية
وأعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إحياء العلاقات المصرية الإيطالية من جديد، خاصة بعد التوتر الكبير والفتور الذي شهدته في أعقاب حادث وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بمصر، لتصل إلى قيام روما بسحب سفيرها من مصر في 2016م، والذي عاد لممارسة أعماله من جديد بالسفارة الإيطالية بعد عدة جولات دبلوماسية خاضتها الحكومتين المصرية والإيطالية للقضاء على التوتر وأسبابه.
واستمرت العلاقات في التطور بين البلدين يومًا بعد الآخر، والتي كان آخرها لقاء رئيس الوزراء الإيطالي جيوسبي كونتي بالرئيس "السيسي" في سبتمبر الماضي، على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليجدد سيادته التزام مصر بالتحقيق في قضية مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني" والتزام دولته ببذل قصارى جهودها للتعاون مع إيطاليا في حل الواقعة.