"الفجر" في جولة داخل المكان الحي الوحيد الذي استقبل العائلة المقدسة (صور)
رحلة العائلة المقدسة أصبحت الشغل الشاغل لوزارة الآثار المصرية في الآونة الأخيرة، وليست الآثار فقط، بل وكل الجهات المعنية التي تتعاون من أجل تطوير هذا المسار وجعله مزارًا عالميًا يحج إليه مريدي البركات والحالمون برؤية أثر من أهم الآثار الدينية في العالم.
منطقة شجرة مريم، مكان متفرد بين مزارات رحلة العائلة المقدسة في مصر، يقول عنه أحمد السيد مدير عام المنطقة، إنه المكان الوحيد الحي الذي استقبل السيد المسيح -عليه السلام- وأمه السيدة العذراء ويوسف النجار في رحلتهم الشهيرة، حيث أن كل الأماكن التي لجأت لها العائلة المقدسة هربًا من الرومان، كانت عبارة عن معابد أو كهوف صخرية، أو غيرها من معالم صخرية.
وأضاف السيد، في تصريحاته لـ"الفجر"،: لجأت السيدة العذراء وولدها السيد المسيح -عليه السلام- ومرافقهم يوسف النجار إلى ظل هذه الشجرة، والتي يبدو أنها لم تكن منفردة وكانت عبارة عن عدد من الأشجار التي شكلت مأوى للعائلة، وهذا المكان يشكل معجزة حية، حيث أنه في معقل الجنود الرومان، فهو في قلب مدينة أون وقريب من حصن بابلون، وهو ما يدل على عبقرية اختيار المكان، فهو آخر ما يخطر ببال الجنود.
وتابع: إن شجرة مريم أصبحت علمًا في مكانها، حيث يتسمى كل ما حولها باسمها، فنجد أن لدينا في المنطقة المحيطة بالمنطقة الأثرية، مسجد شجرة مريم، ومدرسة شجرة مريم، وشارع شجرة مريم، وبقالة شجرة مريم، والمنطقة تضم عدد هام من المعالم الأثرية والسياحية.
الشجرة الأثرية
وعن المعالم الأثرية في المنطقة، يقول أحمد السيد مدير عام منطقة شجرة مريم الأثرية، إن أهم معلم موجود لدينا هو الشجرة التي وصلت إلينا عبر الزمن على ثلاث مراحل، حيث لاقت الشجرة عناية خاصة وكانت كلما ذبل جذرها، يتم أخذ جزء منه وزراعته من جديد، حتى وصلت إلينا في العصر الحالي على رونقها، وأول جزء منها يرجع للقرن الأول الميلادي، والثاني للقرن السادس عشر الميلادي، ثم الجزء الحالي الموجود وهو مورق ومزهر ومثمر، والشجرة هي شجرة ثمرة نبات الجميزوليس البلسم كما هو مشهور.
البئر وأسطورة "البلسم"
وأضاف "السيد"،: ثاني المعالم الأثرية في المنطقة، البئر الأثرية والتي ترجع للعصر اليوناني الروماني، وإليه ترجع أسطورة نبات البلسم المنتشرة حول الشجرة، حيث تقول الرواية القديمة إن السيدة العذراء قامت بغسل ملابس السيد المسيح في مياه البئر، والمياه المتساقطة من ملابسه عليه السلام نمى عنها نبات البلسم، وهو نبات مشهور يدخل في صناعة العطور والأدوية، ويوجد شارع بجوار المنطقة يسمى شارع البلسم.
محكى العائلة المقدسة
وعنه قال أحمد السيد، إنه تم تأسيس المحكى مع تطوير منطقة شجرة مريم الأثرية عام 2000، والذي تم بالتعاون مع جمعية نهرا للحفاظ على التراث، والمحكى يحاول أن يماثل الحالة التي كانت فيها العائلة المقدسة أثناء استقرارهم بجوار الشجرة، واختبائهم عندها.
وتابع: المحكى يظهر المنطقة بأكملها بما فيها مسلة المطرية، والمنطقة المحيطة بها، حيث تخيل الفنان شكل المنطقة المحيطة، وأنها كانت عبارة عن مرج ملئ بالأشجار، وقد مثل شجرة مريم أكبر من باقي الأشجار، وتظهر المسلة على بعد، وكذلك تخيل مدينة أون بمعابدها، وقام برسم المحكى فنان كوري لا نعرف اسمه وهو متأثر برسومات الفرنسيين عن المنطقة.
مزود السيد المسيح
واستطرد مدير عام منطقة شجرة مريم،: آخر المعالم هو المتحف، والذي يوجد به مجسم لرحلة العائلة المقدسة، ومزود اكتشف بجانب شجرة مريم وهو السرير الذي نام فيه المسيح عليه السلام طفلًا، ويلقى هذا المزود عناية شديدة من الزائرين حيث يحرصون على التبرك به ولمسه مرارًا وتكرارًا مما أثر في لونه وجعله أقرب للون الأسود.
التطوير وإعادة الرونق للمنطقة
وحول تطوير المكان، قال السيد، إنه سبق وتم تطوير منطقة شجرة مريم عام 2000 أي منذ 18 عام بالتعاون مع جمعية إحياء التراث "نهرا"، وأضاف أن المنطقة تلقى عناية خاصة من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار حيث صدر قراره رقم 456، بنقل تبعية شجرة مريم من قطاع الآثار المصرية القديمة إلى قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، وقد صدرت عدد من القرارات بتطوير المنطقة وتهيئتها للزيارة.