خبير بالشأن الأمريكي: ترامب يرتدي "قناعا زائفا" مع الروس
وصف الدكتور أيمن عبد الشافي، الأكاديمي
المصري والخبير في الشأن الأمريكي، تصريحات الرئيس دونالد ترامب، بشأن صرامته مع روسيا،
بأنها هروب من الاتهامات الصارمة في بلاده ضده.
وقال عبد الشافي، في تصريحات خاصة لوكالة
"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إن ترامب يتهرب من
أي مسائل سياسية قد تفضي إلى التوافق مع روسيا، خوفا من إثبات الاتهامات الموجهة ضده
بأنه تلقى دعما روسيا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي قادته إلى البيت الأبيض،
مؤكدا أن ترامب يرتدي قناعا زائفا ضد الروس، خوفا من تهمة دعمهم له.
وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية، أن ترامب
يتجاهل مجموعة من الحقائق الكبرى المتعلقة بروسيا، وأولها أن التوافق والتعاون بين
موسكو وواشنطن سوف يؤدي إلى مكاسب كبيرة للأمريكان، الذين خسروا الكثير في سوريا والقوقاز،
وأماكن أخرى احتد فيها الصراع غير المباشر، وهذه الخسائر ستتحول إلى مكاسب اقتصادية
وعسكرية وسياسية أيضا.
وتابع: "سبق لروسيا، عبر الكريملن،
نفي عدم ضلوع موسكو في التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بعد توجيه الاتهامات
رسميا إلى ترامب، وكان على الرئيس الأمريكي أن يقدر هذا النفي الذي جاء يفيد ببراءته،
في وقت يبذل فيه الأخير كل جهد لمعاداة الروس".
ولفت الأكاديمي المصري إلى أن هناك الكثير
من الملفات التي يمكن للروس والأمريكان أن يتوافقوا حولها، ولكن هذه الملفات تحتاج
إلى المرونة من جميع الجهات، لاسيما من جانب ترامب، الذي يعتبر أن حديثه عن الصرامة
مع روسيا ميزة تستحق الإشادة.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه
يتخذ نهجا صارما بخصوص روسيا، وسُئل ترامب، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"،
لماذا لا ينتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أجاب ترامب، على العكس، إن لقائه مع
بوتين كان "صارما للغاية".
ويُتهم ترامب، بـ"مؤامرة مع روسيا"
في الانتخابات، لكن الكرملين والبيت الأبيض ينفيان وجود مثل هذا التواطؤ. ويذكر أن
الكونغرس الأمريكي يجري تحقيقات مستقلة حول ما يوصف بـ"تدخل روسي" في الانتخابات
الرئاسية بالولايات المتحدة، التي فاز بها دونالد ترامب نهاية 2016.
ويجري تحقيق مماثل من قبل المدعي الخاص
روبرت مولر. وتظهر في وسائل الإعلام الأمريكية تقارير منتظمة تشير إلى مصادر لا يذكر
اسمها حول اتصالات أعضاء مقر حملة ترامب مع مسؤولين ورجال أعمال روس. ونفت روسيا أكثر
من مرة اتهامات الاستخبارات الأمريكية بمحاولة التأثير على الانتخابات في الولايات
المتحدة.