كلمة السيسي كاملة في الندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، بعنوان "أكتوبر تواصل الأجيال"، عرضت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فيلما تسجيليا بعنوان "أجيال النصر".
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من قادة حرب أكتوبر المجيدة، على رأسهم الفريق يوسف عفيفى، قائد الفرقة 19 مشاة إبان حرب أكتوبر 1973، واسم اللواء أركان حرب باقى زكى يوسف صاحب فكرة استخدام طلمبات المياه لإزالة الساتر الترابى فى حرب أكتوبر، وتسلمتها عنه قرينته السيدة عواطف نجيب إسكندر، وقدم الفريق يوسف عفيفى، هدية تذكارية للرئيس عبد الفتاح السيسى، عبارة عن كتاب "رجال الفرقة الـ19 رجال فوق العادة".
كما كرم الرئيس البطل المقاتل محمود محمد مبارك، أحد مصابى عمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء.
ووجه البطل جندى مقاتل محمود محمد مبارك، الذى فقد عينيه فى إحدى العمليات الإرهابية بقطاع تأمين شمال سيناء لمكافحة الإرهاب رسالة مؤثرة إلى الشعب المصرى، قائلا: "فقدت نور عنيا وأنا بدافع عن مصر علشان مصر تفضل آمنة ومستقرة، يعنى إيه بشوف وغيرى عايش بس ملناش مكان ولا موطن نسكنه ولو ارتد إليا بصرى ألف مرة وخسرته ألف مرة علشان خاطر مصر تفضل آمنة ومستقرة والله العظيم أنا راضى".
وأضاف البطل "هناك أبطال عظماء فقدوا أرواحهم من أجل وطننا الغالى ونيل الشهادة ولهم منا كامل التبجيل والاحترام، لكن من وجهة نظرى هناك أبطال آخرين فقدوا جزءا عزيزا من جسدهم وأهدوه إلى مصر الغالية وسوف يظل طوال الدهر أبطالًا فى أعين أبنائهم وأهاليهم".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه عاصر هزيمة 67 ويتذكر كل التفاصيل وكل ما كتب آنذاك عن تلك الهزيمة التى عاشها فى هذا الوقت رغم صغر سنه.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمة له بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، "إحنا عايشين دلوقتى معركة ليها مرارة لكن الفرق بينها وبين المعركة الأولى إن 67 واضحة وعارفين الخصم والعدو".
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن نكسة 67 لم تفقدنا الإرادة فتم إعادة بناء الجيش فى إطار الإمكانيات والظروف، مشيرا إلى أن المعادلة الدولية آنذاك كانت مختلفة عن الوقت الحاضر، وكان الحصول على الأسلحة من معسكرين فقط.
وأضاف الرئيس السيسى، أن القيادة السياسة قبل الحرب كانت تحت ضغط شديد بسبب عدم اكتمال الصورة أمام الشعب، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات اتخذ قرار الحرب رغم أن المقارنة بين القدرات العسكرية لم تكن فى صالح مصر.
وقال الرئيس إن أجيال عديدة لم تعش واقع الهزيمة التى عاشتها مصر عام 67 وما بعدها، متابعا: "الشعب المصرى كله دفع الثمن، وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وبتعانى ومفيش أمل وكان الشباب بيدخل الجيش فى الوقت ده تحت السلاح، وفى الوقت ده ميقلش عن مليون شاب، ولم يكن لديهم أمل أن يخرجوا من الجيش إلا بعد انتهاء المعركة".
وأضاف السيسي، أن استيعاب الناس للواقع الذى تواجهه الدولة المصرية أمر حتمي لإنجاح القرار، متابعا: "الفكرة مش هتنجح إلا لو اتاخدت إجراءات وإجراءات منطقية وموضوعية علشان تنجحها، وده اللى عمله اللواء باقى زكى يوسف، مع الساتر الترابي، وفى الوقت ده جبنا مضخات كدولة من ألمانيا تحت ساتر إنها لوزارة الزراعة، وكل الإجراءات كانت تنفذ لإنجاح الفكرة".
وقال الرئيس إن نتائج حرب أكتوبر معجزة بكل المعايير والحسابات، ورغم كل التحديات وشبح الهزيمة استطاع الجيش المصرى فى الصمود والقتال وإلحاق أكبر هزيمة للعدو.
وأضاف الرئيس السيسي: "الخسائر الضخمة التى تكبدها العدو أحد أهم الأسباب التى دفعت إسرائيل لقبول السلام"، متابعا: "لا يمكن أبدا إن أى حد هايديكوا الأرض اللى لما يدوق تمن الحرب الحقيقية، فالضحايا كانوا بالآلاف وكانوا غير مستعدين لتكراره مرة أخرى، وإذا كان الجيش المصرى استطاع أن يفعلها مرة فإنه يستطيع أن يفعلها كل مرة، مؤكدا أن الخسائر التى لحقت بإسرائيل منذ حرب الاستنزاف وأكتوبر لم تتكرر منذ ذلك الحين حتى الآن".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المعركة لم تنته وما زالت موجودة بمفردات مختلفة، فمعركة الأمس غير معركة اليوم فى أدواتها، والعدو والخصم كان واضحا وأصبح الآن غير واضح، متابعا: "بقى معانا وجوانا واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو جوانا بيعيش بأكلنا ويتبني بهدمنا".
وشدد الرئيس السيسى، أن الوعي المنقوص والمزيف هو العدو الحقيقى، مؤكدا أن الجزء الأكبر من التحدى هو بناء الوعى.
وأشار الرئيس إلى أهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع الذى يعيشه المصريون، قائلا: "إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذى نعيشه، بنسمع كلام كتير مترتب لكن لما نيجى نتكلم عن التنفيذ نلاقى المواضيع بعيدة عن هذا الكلام، ويا ما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا، ودايما أقول إن 2011 علاج خاطئ لتشخيص خاطئ".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الزيادة السكانية تحدٍ كبير أمام الدولة المصرية، وإذا ظللنا على هذا الوضع لن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع، متسائلا: "هل لدولة أن تقوم فى ظل هذا التحدى؟ لما يكون عندك 22 مليون بيتعلموا.. هيتعلموا كويس؟ هيلاقوا شغل وأنت بتضخ فى سوق العمل كل عام مليون؟ إزاى طيب؟!".
وأضاف الرئيس السيسى، أنه فى كل حديث له مع الوزراء بالحكومة له مقدمة، متابعا "المقدمة دى الهدف منها إنى أقولهم إنى بشكل فهم عندى لكم، ومن حق الناس اللى شغالين معاكم فى كل قطاع ووزارة إنهم يسمعوا الإسطوانة دى، علشان نشكل وعى حقيقى بحجم التحدى اللى بنعيشه".
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى أن كل ما يقام بالدولة المصرية من إنجازات، سيهدر ويختفى بدون فهم وعى المصريين، متابعا: "كل اللى بيتعمل وزيادة 100 مرة لو مكنش فى وعى وكتلة تخاف على بلدها فى الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات ولدى الرأى العام فى مصر، أى حاجة تتبنى ممكن تتهد".
وأكد الرئيس، أن هناك فارقا كبيرا بين الإرهابى هشام عشماوى، والبطل أحمد المنسى، قائلا: "ده إنسان وده إنسان، وده ظابط وده ظابط، والاثنين كانوا فى وحدة واحدة، الفرق بينهم إن حد منهم اتلخبط وممكن يكون خان، والتانى استمر على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر بنصقفلوا، والتانى عاوزينه علشان نحاسبه".