"الشامبو" بوابتها نحو الإبداع.. أمنية تبتكر خامة جديدة للرسم: الفن بيطلع من أقل حاجة
تطلق العنان لفرشاتها على الساحة بمرونة، فتنسج خيوطًا من الفن المتجدد الذي تسعى من خلاله لإضفاء لمستها الخاصة التي تميز موهبتها عن كل من حولها، ومع كل محطة تعيق حلمها تخرج أكثر إصرارًا على الإبداع، فمن نقطة السقوط الأولى التي تعرضت لها تمكنت من النهوض مجددًا والاستمرار في إثبات قدراتها التي لم يعترف بها الآخرون يومًا.
"ياريت كل الناس تصدق أحلامها حتى لو غيرهم مصدقهاش".. بهذه العبارة وصفت أمنية وائل، ذات الثمانية عشر عامًا، مدى إصرارها على تحقيق حلمها بالمساهمة في تطوير الفن نحو الأفضل والأحدث باستمرار، فبالرغم من أن "غير لائق" كانت النتيجة الصادمة لها بعدم قبولها في كلية الفنون الجميلة، والتحاقها بكلية التربية التي تتعارض تمامًا مع رغباتها؛ إلا أن الفنانة الصغيرة كانت أكثر إيمانًا بقدراتها الإبداعية التي ورثتها عن والدها، فمن رحم موهبتها خرجت بطريقة مبتكرة للرسم تميزها عن بقية فناني عصرها.
فبالرغم من أن "وائل" كانت حريصة باستمرار على استخدام الخامات التي يصعب على الكثيرين التعامل معها في الرسم، كالمواد الغذائية مثل الكمون وقشر اللب والكبريت، إلا أن الرسم بـ"الشامبو" كان أحدث طريقة إبداعية تلجأ إليها الفتاة، بعدما وجدت فيه بديلًا أكثر اختلافًا من الألوان المائية للرسم بالفرشاة.
ومع مرات عديدة من التجربة، أيقنت الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعًا، أهمية الفكرة التي قد تجعل اسمها لامعًا على الساحة الفنية في المستقبل، وهو ما دفعها بتشجيع شقيقها الأكبر على الاستمرار في تطوير هذه الخامة إلى الأفضل: "وخصوصًا إنه محدش جربها قبل كده فقدرت أطور فيها كتير ودا خلاني متمسكة أكتر بيها".
وفي غضون عام واحد فقط؛ نجحت "أمنية" في التعامل مع خامة "الشامبو" باحترافية كبيرة، والخروج بتدرجات لونية عديدة لم تستخدم من قبل في مصر أو خارجها، فبالفرشاة ومادة "الشامبو" السائلة تخرج من تحت أنامل الفنانة المراهقة رسومات إبداعية لا يصدق عقل أنها خرجت من هذه المادة اللزجة، وهو ما يمنحها شعورًا مستمرًا بالتميز.
تحلم "أمنية" أن يتحول حلمها إلى حقيقة على أرض الواقع، بأن يشاهد العالم فكرتها الجديدة وقدرتها في ابتكار وسيلة جديدة للرسم بـ"الشامبو":"عاوزة أثبت للناس كلها إن الفن مش بالأدوات خالص.. ممكن بأقل حاجة نطلع فن حقيقي".