سوريا: إعادة مهجري القصير وبقاء حزب الله وإيران

عربي ودولي

عودة مهجّرين سوريين
عودة مهجّرين سوريين


تواصلت قوافل عودة النازحين السوريين من لبنان والتي تحمل أعداداً قليلة من اللاجئين، خلال الأيام الماضية، نزوحها إلى قرى ومناطق سورية كانت شهدت معارك ضارية بين قوات النظام السوري وحزب الله وميليشيات إيرانية ضد فصائل المعارضة.

 

وأعلن مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عن العمل على مصالحة بين عشائر القصير "البلدة السورية التي خاض فيها حزب الله أولى معاركه، عندما بدأ تدخله العسكري في سوريا وسيطرت عليها ميليشياته بعد تهجير أهلها عام 2013، من أجل تسهيل إعادة حوالي 40 ألف نازح سوري من عكار".

 

ووصف مراقبون تصريحات مدير الأمن العام بالمفاجأة، سيما أن الأمر يطرح ليس فقط العودة إلى القصير وإنما انسحاب ميليشيا حزب الله من سوريا، حيث تتمركز قواته العسكرية، لافتين إلى أن أنباء ترددت منذ أشهر قليلة عن انسحاب ميليشيا حزب الله من منطقة القصير، إلا أنه تبين عدم صحتها بعد خلافات "روسية- إيرانية" في سوريا، حصلت بسبب المساعي الروسية لسحب الميليشيات التابعة ﻹيران من عدة مواقع، ومنها القصير، قرب الحدود "السورية- اللبنانية"، دون تنسيق مع الجانب اﻹيراني، كما تبين لاحقاً أن مسلحي ميليشيا حزب الله لايزالون في مواقعهم في القطاعين الغربي والجنوبي من ريف حمص وحول مطار الضبعة.

 

وكان مدير الأمن العام اللبناني، تحدث عن أن "الحل لأزمة النازحين بدأ بشكل جدي مع بدء عودتهم بشكل جماعي إلى سوريا وآلية العودة المتبعة حالياً لا يمكن وصفها بالبطيئة". وحول سؤال عن النازحين الذين يتم رفض عودتهم من قبل النظام السوري، قال عباس إبراهيم، إنه "قد يكون هناك في المستقبل القريب أو المتوسط عفو عام عن كل السوريين الذين يرغبون بالعودة إلى سوريا ونحن نراهن على هذا الموضوع".

 

ونقلت صحيفة الوطن السعودية، اليوم الثلاثاء، عن الناشط السياسي السوري، أحمد القصير، قوله إن ما تردد عن عودة أربعين ألفاً من مهجري القصير أمر مبالغ فيه، كما أن الحديث عن عفو عام حديث بالعموم ومنذ سنوات يروج له دون أي تنفيذ له على الأرض، مضيفاً "لو أن خطوة إعادة أهالي القصير إلى منطقتهم جدية، لكانت تمت إعادة المهجرين منها من أهلها الذين يتواجدون في دمشق وغيرها من المناطق السورية قبل إعادة اللاجئين من الخارج، كما أن الحديث عن مصالحات بين عشائر القصير أمر مستغرب، خاصةً أن القصير ليس فيها عشائر وإنما عائلات، وفيها تنوع سكاني وطائفي مثل تنوع سورية، لذلك الحل فيها يقتضي حلا لأزمة سوريا"، مؤكداً أن "الحل في البداية والنهاية لابد أن يبدأ من القصير".

 

وكانت بلدة عرسال أول منطقة حدودية مع سوريا شهدت انطلاق دفعات عدة من النازحين، لاسيما في اتّجاه قرى القلمون الغربي، إلا أن نسبة المغادرين حتى الآن بلغت نحو 2500 من أصل 60 ألفاً أي بمعدل 5% يتوزعون عشوائياً على 130 في عرسال وإعادة أكثر من 500 آلية وسيارة تابعة للنازحين إلى مناطقهم وقراهم، ما خفف من زحمة المرور والآليات في شوارع البلدة.