نبذة عن حياة "جين أوستن"
تعتبر "جين أوستن"، واحدة من أبرز الكُتاب والروائيين في تاريخ الأدب الإنجليزي خاصة والعالمي بشكل عام.
تمكنت من خلال رواياتها الستة الشهيرة، أن ترسم شكلاً جديداً وملامح أخرى لكتابة الرواية، على الرغم من أنها عاشت في القرن الثامن عشر، إلى جانب أهميتها وبصمتها في عالم الأدب.
وُلدت «جين أوستن»، في 16 كانون الأول / ديسمبر من العام 1775 في «ستيفنتن» في مقاطعة «هامشير» جنوب إنجلترا، وكان والدها «جورج»، كاهناً في الكنيسة الأنجليكية.
ونشأت «جين» في عائلة مكونة من ستة أشقاء وشقيقة واحدة وهي «كساندرا»، التي كانت تُعرف بأنها أقرب أصدقائها وكاتمة أسرارها طوال حياتها، وأرسل والد «جين» ابنتيه إلى مدينة أوكسفورد لتدرسا بمدرسة «ساوث هامبتون»، وبسبب مرض أصابهما، اضطر لإرجاعهما إلى الديار، ثم إرسالهما من جديد إلى مدرسة داخلية؛ إلا أنه لم يتمكن من تحمّل نفقات المدرسة؛ لتعود الفتاتان من جديد وتكملا حياتهما مع الأسرة.
في تسعينيات القرن الثامن عشر، كتبت «أوستن»، أولى رواياتها، وكانت بعنوان «الحب والصداقة»، وتابعت تطورها حتى تمكنت خلال الفترة ما بين 1811 و1818، من نشر أعمالها الـ6 الشهيرة، التي بدأت برواية «العقل والعاطفة»، وتتالت برواية «كبرياء وهوى»، ثم «متنزه مانسفيلد»، و«إيما»، وروايتي «دير نورثانجر»، و«إقناع»؛ حيث تم نشر العملين الأخيرين بعد وفاتها في العام 1818، بالإضافة إلى رواية أخرى لم تتمكن من إكمالها قبل موتها، وكان عنوانها «بلدة سانديتون».
توفيت «جين أوستن» في 18 تموز / يوليو من العام 1817، عن عمر ناهز الـ42 عاماً بعد إصابتها بمرض «أديسون»؛ إلا أنها لم تحظَ بالشهرة التي تستحق خلال حياتها.
وبعد وفاتها بـ52 عاماً، ذاع صيتها بشكل كبير للغاية، بعد أن نشر ابن أختها سيرتها الذاتية تحت عنوان «مذكرات جين أوستن»، وهو الشخص الوحيد الذي كتب عن حياتها، ليصبح فيما بعد المصدر الأول للمؤرخين.
بحسب المؤرخين، فإن المعلومات المتوفرة عن حياة «جين أوستن»، تعتبر قليلة للغاية، وذلك جرّاء وجود كاتب واحد لسيرتها الذاتية كما أسلفنا، بالإضافة إلى أن الرسائل بينها وبين أفراد أسرتها، ضاع معظمها؛ إذ تشير التقديرات إلى أنه من أصل 3 آلاف رسالة، لم يتبقَ سوى 160 فقط، ويُذكر أن شقيقتها «كساندرا»، والتي بعثت «جين» إليها بمعظم الرسائل، حرقت أغلبها، بالإضافة إلى أنها لأسباب غير معروفة، حذفت مقاطع كثيرة من الرسائل المتبقية، ناهيك عن الرسائل التي أتلفها ورثة شقيقها «فرانسيس».
في العام 1783 تم إرسال «جين» و«كساندرا» إلى مدينة «أوكسفورد» لتتلقيا تعليمهما على يد امرأة تُدعى «آن كاولي»، وكان برفقتهما ابنة عمها «جين كوبر»؛ حيث انتقلت الفتيات الثلاثة للعيش مع السيدة «كاولي» في مدينة ساوث هامبتون لاحقاً في العام نفسه، وهناك أصيبت الفتاتان بمرض الـ«تيفوئيد»، ووصل المرض بـ«جين» أنها كانت تحتضر وأقرب للموت، لكن السيدة «كاولي»، ولسبب مجهول، لم تحاول أن ترسل لوالديها حتى تخبرهما بما يحدث مع ابنتيهما.
قررت «جين كوبر» أن تنقذ الموقف، خاصة أنها كانت ترى ابنة عمها تموت دون أن تفعل السيدة «كاولي» شيئاً، وقامت بالكتابة لعمتها وإبلاغها بأن حياة «جين» في خطر، وسارعت السيدة «أوستن» لإنقاذ بناتها، وبيدها العلاج اللازم للمرض، واستعادت جين وشقيقتها كساندرا التي كانت حالتها الصحية أفضل من جين حينها، عافيتهما، وعادتا لتعيشا برعاية أمهما في المنزل.
خلال شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 1800، أعلن والد جين، قراره بالتقاعد من عمله ككاهن، وغادر البلدة للعيش في مدينة «باث»، وعلى الرغم من أن «جين» لم ترغب في هذا الأمر، إلا أنها اكتشفت «هوساً» غير متوقع، خفف مما كانت تعانيه، وذلك بعد أن تذوقت كعكة تُسمى «بان باث»، التي تمتاز بمذاقها الحلو، الأمر عند «أوستن»، لم يكن مجرد فتاة تحب الحلوى، ولكنها كانت مهووسة بكعكة الـ«بان باث»، إلى الحد الذي كانت تأكل كميات كبيرة منها، وكانت قد كتبت في إحدى رسائلها لشقيقتها كساندرا: «لقد أصابني اضطراب في معدتي جراء تناولي الكثير من البان باث».
على الرغم من ثقافتها وجمالها، إلا أن «جين» عاشت حياة مخالفة لبطلات رواياتها، اللاتي كن يجدن الحب ويتزوجن من الرجل الذي أحببنه، وخلال حياتها لم يتقدم لخطبتها سوى شاب واحد فقط، هو «هاريس بيغ ويذر»، الذي كان شقيقاً لصديقتها، وكان وريثًا لملكية كبيرة، وعلى الرغم من أن «جين» كانت قد قبلت بعرضه بداية الأمر، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن قرارها؛ حيث أدركت أنها لن تكون سعيدة على الإطلاق في حال تزوجت رجلاً لا تحبه.
لكن بعد وفاة جين كشفت شقيقتها عن قصة رومانسية قصيرة قد قضتها جين وهي في ديفون عام 1802، وكان الأمر سرا للغاية حتى أن شقيقتها لم تكشف عن هوية الرجل.