من هو عادل عبد المهدي المُكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة؟
بعد اختيار الدكتور برهم صالح، رئيسًا للجمهورية العراقية، سارع باتخاذ قرار بتكليف السياسي المخضرم عادل عبدالمهدي، بتشكيل حكومة جديدة للدولة، وذلك كنتيجة للانتخابات البرلمانية في دورتها الخامسة، وطبقًا لقانون الكتلة الأكبر.
ويمتلك "عبدالمهدي" رصيد كبير في المجال السياسي، وفيما يلي تستعرض "الفجر" التفاصيل المتعلقة بالإنجازات السياسية والحياة الشخصية لـ"عبدالمهدي" المُكلف بتشكيل مجلس الوزراء الجديد، وذلك خلال السطور التالية.
حياته الشخصية
اسمه بالكامل عادل عبدالمهدي المنتفكي، ولد عام 1942 في العاصمة العراقية بغداد، وهو ينحدر من عائلة علوية برجوازية، وكان والده وزيرًا في عهد الملك فيصل الأول، وكان نائبًا كذلك في مجلس الأعيان العراقي ممثلًا للمنتفك أو "الناصرية" حاليًا، وهو سبب تسمية عائلته بـ"المنتفكي".
الدراسة الأكاديمية
أكمل "عبدالمهدي" دراسته الثانوية في كلية بغداد بمنطقة الأعظمية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1963م، ثم سافر إلى فرنسا عام 1968م ليكمل الزمالة الدراسية، فبقي بها حتى عام 1972م، حيث حصل على الماجستير في العلوم السياسية من المعهد الدولي للإدارة العامة بباريس، وحصل على ماجستير كذلك في الاقتصاد السياسي في جامعة بواتيه بفرنسا، ثم ذهب إلى سوريا وبعدها إلى لبنان، التي حرص على البقاء بها حتى وقع الاجتياح الاسرائيلي فعاد إلى فرنسا مرة أخرى، ثم عام عام 2003م إلى العراق.
الحياة السياسية
تأثر عادل عبدالمهدي في شبابه بالأفكار القومية العربية، وكان له صداقات طفولة مع أحمد الجلبي وإياد علاوي، ثم تبنى الفكر الاشتراكي في البداية وانتهى به الأمر بالانتماء إلى الفكر الإسلامي الشيعي المعتدل.
وحقق "عبدالمهدي" العديد من الإنجازات السياسية في العراق، حيث ساهم مع الإدارة الأمريكية في المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية، واستطاع أن يقنع عددًا من المانحين الدوليين بإسقاط جزء كبير منها، كما أنه يمتلك علاقات واسعة مكنته من تطوير عمل المجلس الأعلى في كردستان حينما تولى إدارته.
وساهم عادل عبدالمهدي، كذلك في وضع نظريات سياسية واقعية للمعارضة العراقية خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، بما ساهم في إيجاد آليات سياسية توافقية بالعراق، كما تبنى أطروحات عدة منها في مؤتمرات المعارضة العراقية بلبنان ولندن ومدينة صلاح الدين بكردستان العراق، فضلًا عن مساهمته في تنظيم قاعدة بيانات واسعة للشخصيات السياسية العراقية منذ العهد الملكي وحتى عهد صدام حسين.
وبالرغم من اتهام منافسيه له بالشخصية الانتهازية التي اختارت اعتناق التيار الإسلامية بحثَا عن المناصب السياسية، إلا أنه دائمًا ما يبرر سبب تحولاته الفكرية والسياسية بأن الأمر استغرق منه خمسون عامًا ليتغير المرء، كما أنه يصف نفسه دائمًا بالسياسي الواقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ.
أبرز المناصب
يعد "عبد المهدي قيادي بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية حيث أسهم في تأسيسه بإيران في ثمانينيات القرن الماضي، وشغل في وقت سابق منصب وزير المالية في حكومة إياد علاوي، كما أنه كان عضوًا مناوبًا عن عبدالعزيز الحكيم في مجلس الحكم.
وتسلم في أواخر التسعينات من القرن الماضي، إدارة المجلس الأعلى في إقليم كردستان، وتسلم كذلك إدارة بنك المعلومات العراقي، وشغل منصب وزير النفط من 2014 وحتى 2016 الماضي، كما عمل نائبًا لرئيس جمهورية العراق في الفترة من عام 2005 وحتى 2011، حتى تم تكليفه حاليًا برئاسة مجلس الوزراء من قبل الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية العراقية.
مؤلفاته
وقدم "عبدالمهدي" عدة مؤلفات وكتابات تتعلق بأدبيات المعارضة العراقية، فأصدر كتبًا تتعلق بتطوير الاقتصاد العراقي المستقبلي، وإنضاج الأطروحة السياسية للمعارضة العراقية.