تكهنات بعودته..عنان يزرو "الكنيسة" بسيارة دفع رباعي وحراسة رسمية
فتحت زيارة الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس العسكري السابق، الذي أدار المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام السابق، للكاتدرائية المرقسية، أمس باب التكهنات حول اعتزامه خوض المجال السياسي، بعد نحو 10 أشهر من تسليم الجيش السلطة للرئيس المنتخب محمد مرسي.
وزار عنان الذي كان يشغل موقع رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الكاتدرائية لتقديم العزاء للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في ضحايا الأحداث الطائفية التي شهدتها مصر مؤخرا، وذلك في أول ظهور رسمي للفريق عنان منذ قيام الرئيس مرسي بإقالته من منصبه في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وقال هاني عزيز رئيس اتحاد المصريين بالخارج وأحد مستشاري الكنيسة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفريق عنان أتى لتعزية البابا تواضروس الثاني بصفته مواطنا مصريا، وهو ليس له أي صفة رسمية».
ويعتقد في مصر أن الفريق عنان لعب دورا مهما في نجاح الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وللرجل علاقات قوية مع الجانب الأميركي كانت مثار حديث وسائل الإعلام عن قياداته لتفاهمات بين القاهرة وواشنطن في الأيام الأخيرة من حكم مبارك والأيام الأولى لثورة يناير (كانون الثاني) 2011.
وحضر عنان للكاتدرائية في سيارة دفع رباعي ذات زجاج أسود اللون، وبرفقته حراسة رسمية، واجتمع مع البابا تواضروس الثاني لنحو30 دقيقة قبل أن يغادر، رافضا الإدلاء بأي تصريحات صحافية.
وثارت تكهنات عقب الزيارة عن أن عنان يمكن أن يكون له دور في الحياة السياسية، خصوصا بعد اختفاء اثنين من العسكريين السابقين من المشهد السياسي في الأشهر الماضية، وهما رئيس المخابرات الراحل اللواء عمر سليمان، والفريق أحمد شفيق، وزير الطيران الأسبق.
وشغل الفريق عنان (65 عاما) منصب رئيس الأركان المصري في الفترة من عام 2005 حتى 2012، وكان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن الحكم في فبراير (شباط) 2011 وحتى تسليم السلطة للرئيس مرسي في نهاية يونيو (حزيران) 2012.
وأطاح الرئيس مرسي بالفريق عنان ومعه المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق عقب مقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا في هجوم شنه مسلحون على موقع أمني في سيناء في شهر رمضان من العام الماضي. وعن زيارة عنان للكنيسة أمس أوضح عزيز قائلا إن لقاءه مع البابا تواضروس «كان مخصصا لتقديم العزاء وقد أعرب الفريق عنان خلاله عن خالص مواساته للبابا وللكنيسة وأبدى أمله في أن تتجاوز مصر هذه الفترة العصيبة»، نافيا أن يكون اللقاء قد تطرق إلى أي موضوعات سياسية. ولقي ثمانية أشخاص (سبعة أقباط ومسلم واحد) مصرعهم الأسبوع قبل الماضي في اشتباكات طائفية شهدتها منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) وامتدت إلى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة).
وانتقدت الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط المصريون في ظل الحكام الجدد. وأجلت الكنيسة تلقي البابا تواضروس للعزاء في ضحايا الأحداث الأخيرة مرتين، لتجنب مظاهرات غاضبة يتوقع أن ينظمها ناشطون أقباط حال زيارة مسؤولين رسميين للكاتدرائية، في حين فسر البعض التأجيل بأن الكنيسة ترفض تلقي العزاء حتى يقدم المسؤولون عن الأحداث الأخيرة للمحاكمة.
وتلقى البابا تواضروس أمس التعازي من شخصيات أخرى ومن وفد حكومي أيضا ضم بعض الوزراء. وقال البابا للوفد الحكومي: «قبلنا كل العزاء، ولكننا اعتصرنا ألما وحزنا شديدا لما حدث.. ولم أر أي عمل إيجابي على أرض الواقع يخص ما حدث».