محمد الدرة.. أيقونة فلسطينية هزت العالم لاستشهاده على يد الصهاينة
كبراءة الأطفال، أصر محمد الدرة على الخروج مع والده، إلى مزاد السيارات بغزه، ليباشر عمله، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، ما جعل جمال الدرة يمسك بيد ابنه، مقررًا العودة إلى البيت، لكنه فوجئ بطلقات الرصاص تنهال عليهما من برج عسكري إسرائيلي، ليسقط الطفل جثة هامدة في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من عام 2000م، ويدمي قلوب العالم.
محمد الدرة
محمد الدرة من مواليد 1988م، كان طالبًا بالصف الخامس الابتدائي، ولكن تم إغلاق المدرسة في ذلك اليوم بسبب الاحتجاجات.
وقالت والدته إنه كان يشاهد الاحتجاجات في التلفزيون ويسأل عما إذا كان يمكنه الانضمام إليها.
الاحتجاجات الفلسطينية
وفي اليوم المشؤوم، وبسبب إغلاق الحدود، قرّر الأب وابنه أن يذهبا إلى مزاد للسيارات بغزه، وعند وصولهما إلى شارع صلاح الدين، غرب غزة، قرب مستوطنة نتساريم، كانت الاشتباكات على أشدها بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما جعل جمال يمسك بيد ابنه، مقررا العودة إلى البيت، لكنه فوجئ بطلقات الرصاص تنهال عليهما من برج عسكري إسرائيلي.
محاولات النجاة
وسارع الاثنان، إلى الاختباء وراء كتلة اسمنتية على شكل برميل، وحاول الأب الإشارة إلى الجنود الإسرائيليين من أجل التوقف عن إطلاق النار، لكنهم لم يعيروه اهتماما وتوجهوا نحوه، وحاول جمال حماية ابنه من طلقات الرصاص الغاضبة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، فأصابته وابنه عدة رصاصات في مشهد مروع نقلته عدسة المصور الصحافي طلال أبو رحمة، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
استشهاد الدرة
وعلى الفور، سقط الطفل محمد برصاص الغدر الصهيوني، أما أبوه –وقد حاول أن يحميه بجسده- فقد سكن جسمه ثماني رصاصات إصابته بالشلل التام.
لقطة هزت العالم
والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.