قطر تسعى لإفشال مفاوضات بين طالبان وأفغانستان برعاية سعودية
ذكرت مصادر دبلوماسية خليجية، أن قطر تعمل
بجد لإرباك أي تقدم في المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان برعاية سعودية.
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية،
اليوم السبت، عن المصادر، قولها إن قطر لن تسكت على هذا التطور وستعمل على إفشال المفاوضات
بكل الطرق على أساس أن ملف طالبان خاص بها.
وأضافت المصادر أن هذا التطور سيعيق تمدد
إيران إلى الساحة الأفغانية عبر شقوق الصراعات السياسية والتوترات الأمنية، كما هو
الشأن في ساحات إقليمية أخرى.
كان أعضاء في حركة طالبان كشفوا النقاب
عن اجتماع عقد قبل أيام في المملكة العربية السعودية، وضمّ ممثلين عن الحركة ووفد من
الحكومة الأفغانية، وتمّت خلاله مناقشة إجراء الانتخابات البرلمانية في أفغانستان التي
ستنطلق في العشرين من الشهر المقبل، وإطلاق سراح عدد من السجناء.
وقال متابعون للشأن الأفغاني، إنّ السعودية
بما لها من ثقل سياسي ودبلوماسي، وأيضاً ديني، ستمثّل وسيطاً مثالياً ومقبولاً لدى
جميع أطراف النزاع في أفغانستان، خصوصاً بعد فشل محاولات إطلاق مسار للسلام الأفغاني
خلال السنوات الماضية انطلاقاً من قطر التي شكّكت حكومة الرئيس السابق حامد كرزاي في
نزاهتها كوسيط محايد نظراً لما للدوحة من علاقات متينة بالمتشدّدين الإسلاميين.
وأضاف المتابعون أنّ هناك أكثر من عامل
طارئ دخل على الصراع، وقد يدفع نحو إيجاد مخرج سياسي له، عبر إيجاد صيغة ما لتغيير
طبيعة العلاقة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، متوقّعين أن يكون لتسلّم السعودية
للملف أثر مهمّ في جهود حلحلته.
ويرى هؤلاء أنّ من العوامل الطارئة على
الوضع الأفغاني، الدخول القوي والمتزايد لتنظيم داعش على خطّ الصراع في أفغانستان.
وخلال الأشهر الماضية تبنّى داعش العديد من العمليات الدموية في أفغانستان، معلنا بذلك عن وجوده على الأرض الأفغانية التي تمثّل بالنسبة إليه بتضاريسها الوعرة وبهشاشة الوضع الأمني هناك، وجهة مثالية بعد هزيمته العسكرية في كلّ من سوريا والعراق، وسقوط مساعيه لتأسيس "خلافته الإسلامية" المزعومة على أراضيهما.