بالصور.. نرصد مأساة أسرة ببنى سويف فقدت طفلتها داخل مصعد إحدى عقارات الجيزة

حوادث

بالصور.. نرصد مأساة
بالصور.. نرصد مأساة أسرة ببنى سويف فقدت طفلتها داخل مصعد إح

أين شقيقتنا حسناء يا ماما . لا نستطيع النوم بدونها . اختارها الله يا أولادي لتنام في أسرة الجنة، فاضت مقلتا الأم بالدموع، وعانقت أبنائها الثلاثة، الذين لم يستوعبوا ردها، ولكنهم شعروا ببراءة قلوبهم أن هناك أمراً جللا حال بينهم وبين شقيقتهم، وأنهم لن يستطيعوا رؤيتها ثانية.



خرجت تحدثت إلينا أرزاق فتحي والدة الطفلة حسناء ذات الأعوام الثلاثة وبضعة أشهر، التي لاقت مصرعها في مصعد إحدي البنايات التي يعمل بها الأب والأم.

قالت: كانت طفلتي حسناء مثل ظلي لا تفارقني، كانت فائقة الجمال، وكانت تقتسم حضني وشقيقها أحمد الذي يكبرها بعام واحد .

أضافت: وفي اليوم المشئوم الذي لاقت فيه ابنتي حسناء ربها، استيقظت مع أذان الفجر وقالت لأبيها قبل خروجه للعمل: أريد أن أحضنك يا بابا قليلا . أصلك هتوحشني أوي . وبعد أن عانقت والدها، قبلت شقيقها أحمد وعادت للنوم في حضني وقالت لي: إجعلي أخي يا أمي لا يذهب للمدرسة غدا، وأريد أن ألعب معه كثيرا.



لم تستطع الأم أن تكمل حديثها ومشاهد حياة طفلتها تتجسد بحديثها، وأكمل الوالد راضي محمود الحديث قائلا: اضطرتنا ظروف الحياة القاسية لترك قريتنا أطواب بمركز الواسطي شمال بني سويف، والسفر إلي القاهرة للعمل كحارس عقار.

وتابع: بعد سنوات من العمل في مصنع الطوب الملاصق للقرية، أصبت بالغضروف، ولم أعد استطيع حمل الطوب، فتوجهت مع زوجتي وأولادي الأربعة، لنعيش في حجرة لا تتعدي مساحتها ثلاثة أمتار، لا هواء فيها ولا حياة، تقع أسفل الأرض.



وواصل: بعد أن رفض ساكنو العقار أن أحرسهم وأخدمهم بمفردي، اضطررت لجلب الأسرة معي، وتسبب ذلك في تشتت الأطفال في عملية التعليم، وتعرضهم للمرض الدئم، لسوء المكان الذي ينامون فيه، وسخر أهل العقار أيضا أولادي الصغار لخدمتهم، وما كان باستطاعتي إلا الطاعة من أجل لقمة العيش.

ويكمل: طالبت السكان الأغنياء الذين يسكنون الشقق الفاخرة، بأن يصلحوا باب المصعد الداخلي، حتي لا يتأذي منه أحد فرفضوا، ولم تمر أيام حتي تسبب بخلهم وعدم اكتراثهم بحياة الآخرين، بفقداني لطفلتي التي حشرت بين المصعد والحائط المقابل له، واختنقت وزهقت روحها البريئة في ثوان، وقطع قلبي وانفطر بعد موت حسناء ، فهذه الطفلة كانت لها محبة خاصة عندي.



وأردف الأب: فرغم صغر سنها فإنها كانت تحسن الحديث والفهم، وكانت شديدة الحنان علينا، ولا تطلب الألعاب كمثيلاتها من الأطفال، وترضي بما أحضره لها.

وتؤكد الأم: هذا جزاء كل فقير، فأنا متعلمة وكنت أقوم بالتدريس في فصول محو الأمية بالقرية، التي لم أحصل منها علي شيء سوي جنيهات لا تكفي لإطعام أحد، ولا نملك وزوجي أية أرض، وقانون القرية .



يقول : لن تعيش إذا لم تشق فلا أحد يسأل عن أحد، وكان مدير أمن الجيزة قد تلقي إخطاراً من مأمور قسم شرطة العمرانية، يفيد بمصرع طفلة في مصعد البناية رقم 2 بشارع السلم بالعمرانية الشرقية محافظة الجيزة، فأمر بسرعة نقلها للمستشفي وتحريات البحث الجنائي.



دلت تحريات المباحث الجنائية علي عدم وجود باب داخلي للمصعد، ما أدي إلي إنزلاق الطفلة حسناء راضي محمود بين المصعد والباب الخارجي، ما أفضي إلي اختناقها ووفاتها في الحال، وأكدت التحريات عدم جود شبهة جنائية بالحادث. تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي أمرت بانتداب الطب الشرعي للوقوف علي سبب الوفاة، والمعمل الفني لمعاينة المصعد.