منال لاشين تكتب: نجمات مصر موديلات إعلان لتلميع صورة ساويرس مجانا
عائلة مسحورة أو ساحرة يتحول التراب فى أيديها إلى ذهب والنجاح حليفها الذى لا يتركها أبدا.. مثل الساحر الماهر يدخل يديه فى الصندوق المغلق الفارغ فيخرج بيضة ذهبية.. هكذا يتصور أو بالأحرى يحلو للبعض أن يصور لنا عائلة نجيب ساويرس أو نجيب وأخواته.. وآخر بيضة بدت ذهبية وليس كل ما يلمع ذهبا كانت مهرجان الجونة السينمائى.
فى المهرجان وأعمال أخرى يتصور البعض أو يحلو للبعض أن عائلة ساويرس تضحى من أجل مصر متجاهلين المكاسب الخرافية على حساب مصر .
1- مهرجان للبيع
استقبلت أول دورة لمهرجان الجونة بفرحة حذرة وتصورت ومعى الكثيرين أن المهرجان بداية للاستثمار فى السينما وليس مجرد شو لساويرس وعائلته ومنتجعهم الفاخر، كانت الدورة الأولى مبشرة ومنظمة وضمت ضيوفا من الوزن الثقيل فى العالم سواء على مستوى الأشخاص أو الأفلام، وبعدها أعلن نجيب ساويرس أنه سيستثمر فى الفن وسينتج أفلاما والسينما فعلا تعانى من نقص اإنتاج وقلة الأفلام وبدون أفلام ستموت السينما المصرية ويتحول المهرجان إلى مجرد شو.فحتى الأفلام العالمية لا يستفيد منها سوى الفنانين والنقاد فقط وليست متاحة للمشاهد العادى وذلك خلافا لمهرجان القاهرة أو الإسكندرية أو الإسماعيلية حيث تتاح الأفلام للمواطن العادى بتذاكر.
وقد تحول المهرجان إلى صالة أعلانات، وتحولت نجمات مصر إلى عارضات إعلان.كل نجمة تعلن بالأمر المباشر عن الكوافير والجواهرجى والترزى أو المحل التى اشترت أو بالأحرى استعارت منه الفستان، كل لقطة وكل خطوة مباعة من خلال المعلن أو الداعم، وكل فنانة تقف أمام لوحة الإعلانات عن السلع والبضائع.وبعض القنوات تورطت فى التعامل مع الحدث كأنه مهرجان «كان»، ثم جاءت خطيئة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم التى تسولت علنا من سميح ساويرس أن ينفق على مهرجان الموسيقى العربية.ولا أعلم سر حضور وزيرتى السياحة والتضامن الافتتاح على الرغم مما لديهما من أعمال وأشغال، وهكذا استغل ساويرس النجمات والوزيرات والمحافظ لتحقيق مكاسب له وللمنتجع دون أن يقدم شيئا حقيقيا للفن المصرى.
2- البيع هو الأصل
قد يندهش البعض مما كشفته فى السطور السابقة، ولكن من يتابع مشروعات وأسلوب آل ساويرس فى البيزنس لن يصاب بأى دهشة. فقد قاتل ساويرس من أجل أن يشترى من الدولة شركة موبايل للمحمول.وظل يصدعنا بكلامه عن الاستثمار الوطنى، ثم باعها بعد ذلك لشركة أورانج العالمية وهانت عليه العشرة من أجل عيون المليارات، ونقل معظم استثماراته خارج مصر.
وكرر أخوه ناصف نفس القصة مع شركات الأسمنت فى قطاع الأعمال، هلل نجيب ساويرس لضرورة أن تبيع الدول مصانع الأسمنت لمستثمر وطنى ولازم يكون أخوه، وادعى آل ساويرس أن ناصف سيطور الشركات ويفيد البلد، ولكننا استيقظنا يوما لنجد ناصف باع كل حصصه وشركات الأسمنت إلى شركة لافارج الفرنسية، ولم يدفع الضرائب المستحقة على الصفقة. وهى 7 مليارات جنيه.. وادعى نجيب أن الإخوان يضطهدون أخوه وعائلته بفرض ضرائب عليهم بالظلم، ورحل الاخوان واكتشفنا بالقانون أن الضرائب مستحقة على ناصف، فجاء ناصف إلى القاهرة وأعلن تبرعه لمصر بقيمة الضرائب إذا كسب القضية، ولكنه لم يكسبها.
وتعلم سميح ساويرس الدرس من أخيه ناصف، فسجل شركته فى بورصة أوروبية وباع نسبة كبيرة من أسهم منتجع الجونة عبر البورصة الأجنبية.. وهكذا أضاع على مصر مليارات من الجنيهات كضرائب، وفى الوقت الذى تسعى مصر لجذب استثمار أجنبى.. هجر سميح الاستثمار فى مصر.. ويقيم الآن أكبر مشروع سياحى فى العالم فى سويسرا.. ولم يحصل سميح ساويرس على الأرض برخص التراب مثل الجونة.. ومن سويسرا للأردن.
لم يبق لعائلة ساويرس فى مصر سوى القليل أو الفتات، وعلى رأى المثل اللى تحسبه موسى يطلع فرعون.. والمهرجان بقى مول لعرض المجوهرات والفساتين ولم الفلوس.. خسارة.