إيمان كمال تكتب: "أمريكا" فيلم فرنسي يوثق أزمات ترامب
وصفه البعض بهتلر له خراف تتبعه.. ورفضته امرأة تخشى التورط فى حرب مع كوريا
«سنعيد لأمـريكا الحـلـم والعظمة والقوة، سنرد الأمن والأمان والـقيادة ونعيد الأمجاد السابقة» كلمات رددهــا الـرئـيـس الحـالـى دونـالـد تـرامـب فى احد خطاباته وقت ترشحه لنيل ثقة الشعب فى عام ٢٠١٦ وتناولها الفيلم الفرنسى «أمريكا» للمخرج كــلاوس دريـكـسـل وهــو الفيلم الــذى يسلط الـضـوء على المهمشين بـداخـل الـولايـات المتحدة الأمريكية وبالتحديد يعيشون فى منطقة الايرزونا.
الفيلم يـعـرض ضمن مسابقة الأفــلام الوثائقية ويتناول قصة مجموعة من الأمريكيين والمهاجرين ايضا ممن يعيشون بعيدا عن صخب المدينة وعلى مقربة منها فى نفس الوقت.
أبـطـال الفيلم وهــم اشـخـاص حقيقيون يتأثرون بشدة بخطابات ترامب فى عـودة أمريكا دولـة قوية فهوسهم بالسلاح للحماية وليس للإرهاب يجعلهم يــحــاولــون ايــجــاد الأمـــن والأمـــــان، فـكـمـا جــاء على لسان احدهم أنه اذا منع السلاح فسيظل ايضا مع المجرمين.
«الحلم الأمريكى مـات»؟ هو السؤال الذى يطرحه الفيلم فـى إحــدى لقطاته ايـضـا ليستعرض بعدها رأى المشاركين فى ترامب فوصفه أحدهم بأنه منزل من السماء وهو من سيعيد لأمريكا حلمها وكرامتها وينتشلها من هذا الوضع.
وفى لقطة أخرى نرى مواطنين يلجأون إلى يسوع ويتضرعون بـالـدعـاء مـن أجـل فـوز تـرامـب حيث إن هيلارى كلينتون كل ما يعنيها هو الشهرة من وراء كونها ستكون اول رئيسة امرأة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وشاب آخر لا يهتم بالانتخابات ولا يتابع ترامب أو كلينتون فكل ما يعنيه هو ألا يؤثر الأمـر على حياته فقد قرر ان يعيش فى الخلاء لشعوره بالحماية.
لـم يخل الفيلم ايضا مـن ازمــة الـسـوريـين فاقدى هويتهم وشــهــادات مـيـلادهـم ولـكـن الاعــتــراض بأن الجيل الجديد من الأطفال يتربى بطريقة قديمة لن تجعله يدخل فى الحياة الأمريكية.
فيما وصف آخر الجماهير بأنهم كالخراف فهتلر كان خطأ ومع ذلك كان له خراف كثيرون وأيضا فى امريكا هناك خراف كثيرون وفى كل مكان فى العالم لأن النظرية هى إما ان تقود من أجل الحق والعدل أو تتبع وتضع أنفك فى مؤخرة حصان.
أمــا الـعـكـس فـكـانـت احـــدى بـطـلات الـفـيـلـم التى سترشح هـيـلارى لأن تـرامـب سيقود الـدولـة لحرب مع روسيا وكوريا الجنوبية ويورط امريكا بالمزيد من المشاكل الداخلية مثل السخط على المرتبات والرعاية الصحية بالاضافة للعنصرية مثل صعوبة تولى زنجى أو تولى امـرأة لكنها تحلم بأن تصل أمريكا للمدينة الفاضلة وبسير الناس عراة فى الشارع.
الجميع فى ايرزونا لديهم هوس بحمل السلاح فلا يوجد منزل واحـد يخلو من الاسلحة المتنوعة والكل يتعامل بمنطق انها الأمــن وليس بهدف الهجوم أو القتل.. «فقط ازعجنى كى اتحسس مسدسى» كلمة على لسان احـد بطلات الفيلم التى تضع مسدسها معها فى كل مكان، وسلط الفيلم الضوء على رفض المهمشين لتعديلات الـدسـتـور بإلغاء حمل السلاح وترخيصه لأنهم يحمون بعضهم البعض بالاسلحة لتقاعس الشرطة عن حمايتهم.