"والنبي أنام ربع ساعة يا حاجة".. تفاصيل واقعة الفيديو المتداول للطفل الباكي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا مقطع فيديو مثير للجدل، حيث يظهر فيه طفل يبكي مطالبًا بالنوم في المدرسة، وهو الأمر الذي أحدث ضجة واسعة بلغ صداها وزارة التربية والتعليم التي بدأت التحقيق في الواقعة ومدى صحتها.

وخلال ساعات قليلة؛ أصبح مقطع الفيديو، حديث وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعاطف الجميع مع الطفل الباكي الذي يمثل الكثير من أقرانه الذين يقعون ضحية لقلة النوم والإرهاق.

البداية

بدأت الواقعة حينما تداول مقطع فيديو كوميدي، لطالب في المرحلة الابتدائية بإحدى المدارس، حيث ظهر خلال المقطع يبكي بحرقة، ويتوسل معلمته أثناء الحصة قائلًا:"والنبي أنام ربع ساعة بس يا حاجة وأعملكوا اللي انتوا عاوزينه"، لترد عليه المعلمة أنه قد اقترب موعد انتهاء المدرسة ومغادرته إلى منزله.

والد الطفل: ابني مش عاوز يروح المدرسة تاني

وعبر أحمد صالح، والد الطفل الباكي، عن استيائه من تداول مقطع الفيديو الساخر من نجله وهو يبكي راغبًا في النوم لبعض الوقت، حيث قال خلال مداخلة هاتفية في برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي معتز الدمرداش، مساء يوم أمس الثلاثاء، إن ابنه لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى، مضيفًا:"بنتحايل عليه عشان يروح تاني.. مش عارف إيه المهازل اللي بتحصل في البلد دي".

وعن سبب بكاء ابنه وتوسله للنوم، أوضح "ًصالح، حقيق الأمر قائلًا:"كان أول يوم دراسي ليه بعد فترة مرض طويلة ومن الطبيعي إنه يبكي".

عم الطفل يكشف السبب الحقيقي لبكائه

وعقب هاني صالح، عم الطالب الذي كان يبكي في الفصل راغبًا في النوم، على الفيديو المتداول لابن أخيه، حيث أوضح أن أحد المعلمين هو من صور الطالب ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف "صالح" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار"، عن أسباب بكاء الطفل ورغبته في النوم، حيث أن قدمه تعرضت للكسر قبل شهرين وتعافت قدمه قبل المدرسة بيوم واحد فقط، وهو ما تسبب في قلة نومه وعدم تركيزه في الكلام أثناء قوله للمعلمة "يا حاجة".

وأوضح عم الطفل، أن بكاء الطفل في المقطع أثار غضب الأسرة، حيث أضاف قائلًا:"بكاه قطع قلبنا.. الفيديو حارق دمي بطريقة فظيعة.. واللي اتعمل دا ميرضيش ربنا.. أنا مربيه وهو حتة مني وأنا أكتر من أبوه حبتين".

وأوضح هاني صالح، أن نجل أخيه طالب بالصف الأول الابتدائي في مدرسة حكومية بمنطقة شبرا الخيمة، وتم تصوير الفيديو في أول يوم دراسي، مؤكدًا أنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المعلم والمدرسة، ومطالبًا وزارة التربية والتعليم بأخذ حقهم من الفاعل.

قرارات حاسمة من وزارة التربية والتعليم

وبدورها، سارع وزارة التربية والتعليم في بدء التحقيق في الواقعة، حيث أكد أحمد خيري، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة ستبدأ في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مرتكبي الواقعة ومصورها، بالإضافة إلى اتخاذ قرار حاسم بمنع اصطحاب الهواتف المحمولة داخل المدارس.

وأشار "خيري" إلى أن الدكتور طارق شوقي، شاهد مقطع فيديو الطفل الباكي وأمر بالتحقيق فيه، مضيفًا أن الوزارة تجري في الوقت الراهن، مسحًا شاملًا للتعرف على اسم المدرسة التي ظهرت في مقطع الفيديو، مطالبًا صاحب المقطع بالإعلان عن اسم المدرسة ومديرية التعليم التابعة لها.

"القومي للطفولة" يصف الفيديو بـ"التنمر"

ومن جانبه، استنكر المجلس القومي للطفولة والأمومة، تصوير مقطع فيديو لطفل خلال يومه الدراسي ونشره، وهو ما يخالف قانون الطفل الذي يحظر تصوير أو نشر أي مواد إعلامية تحتوي على مشاهد للإساءة أو التشهير بالأطفال.

وأصدر المجلس القومي للأمومة والطفولة، بيانًا اليوم الأربعاء، وصف فيه الفيديو المتداول بأنه نوع من أنواع التنمر الإلكترونية، وهو ما يسيء للطفل بشكل عام.

وطالب المجلس بضرورة التحقيق في الواقعة على الفور، وبضرورة وقف عرض هذا الفيديو في وسائل الإعلام المختلفة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على أنه يمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الطفل الواردة بالمواثيق الدولية والقوانين الوطنية.

"ميدو" يعقب على الفيديو

وحرص الكابتن "ميدو" على التعليق على المقطع المتداول للطفل الباكي بالمدرسة، حيث قال عبر حسابه الرسمي على "تويتر":"الفيديو بتاع الطفل اللي بيعيط عايز يروح ينام مضحك فعلا ولكن مهم ناخد بالنا منه لانه بيعكس مدى الضغط اللي موجود على الأطفال في المدارس.ليه الأطفال بتقعد حوالي ٧ ساعات في اليوم الدراسي اراهن لو اَي طفل ركز في اَي حاجه بعد ٤ ساعات!! لا وكمان بيروحوا عندهم واجبات منزليه!!".

وتابع مضيفًا:"كل ده ضغط كبير لا يتحمله الأطفال..فنلندا اكثر بلد تطورت تعليميا في اخر ١٠ سنوات وأصبحت الثالث على العالم مِم حيث المستوى التعليمي اقتصرت اليوم الدراسي من خمس سنوات الى اربع ساعات فقط ايمانا منهم ان الطفل يفقد تركيزه بعد ٤ ساعات!!".