بعد تخطي مصر الـ95 مليون نسمة.. برلمانيون يقدمون روشته علاجية لحل أزمة الكثافة السكانية (تقرير)

أخبار مصر

مجلس النواب
مجلس النواب


تعد مصر أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، وهي ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في قارة أفريقيا من بعد نيجيريا وإثيوبيا، ويتركز 95٪ من سكان مصر في 5٪ من مساحة الأراضي المصرية التي هي الأراضي الخصبة على طول نهر النيل، ويتركون الصحراء التي تشكل معظم مساحة الدولة، لذلك طالب عدد من أعضاء مجلس النواب في تصريحات خاصة لـ"الفجر" بضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات للحدّ من الأضرار والآثار الخطيرة الناجمة عن الزيادة الكبيرة جدًا في عدد السكان، وتتمثّل هذه الإجراءات بشكل أساسي في نشر الوعي حول أهمية تنظيم الإنجاب وعدد أفراد الأسرة وخاصة بين فئات النساء غير المتعلمات أو ذوات المستوى الثقافي المتدني في المجتمعات النامية.

وكيل إسكان البرلمان: 'المصري عنيد لو قولتله متخلفش هيخلف'
وقال النائب خالد عبدالعزيز، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن مشكلة الكثافة السكانية في مصر تتطلب مواجهتها بتغيير ثقافة المواطن، من جميع الجهات المعنية في الدولة، من الإعلام، والوزارات، والمحافظات، وغيرها، بهدف توعية المواطنين بهذه الكارثة، مضيفًا: "الموطن المصري عنيد لو قولتله متخلفش هيخلف".

وأشار عبدالعزيز لـ"الفجر"، إلى أن الدولة توسعت بإنشاء مدن جديدة في مصر، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، وغيرها من مدن أخرى في مختلف المحافظات، والتي ستساهم بنسبة كبيرة في حل مشكلة الكثافة السكانية، وخلق مراكز حضارية جديدة تحقق الاستقرار الاجتماعي والرخاء الاقتصادي، وإعادة توزيع السكان بعيدًا عن الشريط الضيق لوادي النيل، مؤكدًا "أنه كان من المستحيل العيش في القاهرة في الـ10 سنوات القادمة، لولا وجود هذه المدن الجديدة".

وأكد وكيل لجنة الإسكان، أن زيادة الكثافة السكانية في مصر لها نتائج خطيرة، وهي إعاقة زيادة النمو الاقتصادي، وعجز في الموارد الغذائية وفرص التعليم المتاحة، والخدمات الصحية، وفرص العمل، والخدمات العامة، لذلك لابد على جميع الجهات المعنية أن تقوم بدورها في تثقيف وتوعية الشعب المصري بخطورة هذا الأمر.

آمنة نصير: المواطن يحتاج تصحيح الفهم الخاطئ لـ"تناكحوا تناسلوا"
كما أوضحت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، أن مشكلة الكثافة السكانية في مصر تحتاج إلى أمور عديدة، منها رفع الوعي لدى المواطنيين من خلال المساجد وتصحيح الفهم الخاطئ لبعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُفاخر بكم الأمم يوم القيامة"، موضحة أن أعداد المسلمين كان قليلًا وقتها، مضيفة: "هل يتفاخر الرسول بأطفال الشوارع، أو هل يتفاخر بالأطفال المتواجدين تحت الكباري؟".

وطالبت بضرورة تحريك المساجد والمنابر لبناء هذا الوطن وتقديم النصائح للمواطنيين الذين يفرطون في الإنجاب، لافتة إلى ضرورة وجود عقل متصدر للخطاب الديني، بأن يدرس قضايا الوطن لهذا العصر، وأن يقدمها في إطار جيد واضح المعالم للمجتمع، حتى نعيد ترتيبه سواء في الأسرة أو للطفل أو للمرأة أو لزواج القاصرات، وأن يكون الخطيب أيضًا لديه عقل مستنير يقدم الأحاديث بشكل جني، وواضح.

كما طالبت بضرورة رفع الدعم عن كل أسرة تقوم بإنجاب الطفل الثالث، حتى تجبر جميع الأسر المصرية بعدم كثرة الإنجاب، الذي يؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية.

وكيل زراعة البرلمان: الفلاح يعتقد بأن كثرة الإنجاب عزوة
من جانبه، أكد النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن مشكلة الكثافة السكانية في مصر، تزداد في الأرياف والقرى بنسبة كبيرة، نظرًا لاعتقاد الفلاح المصري بأن كثرة الإنجاب عزوة، ويساعد في الأعمال الزراعية في الحقل، لذلك يجب عمل حملات توعيه في المجتمعات الريفية بخطورة الأمر والعواقب الناتجة عن الكثافة السكانية.

ولفت إلى أن الكثافة السكانية وتأثيرها السلبي على توفير فرص العمل، وزيادة معدلات البطالة وخفض مستوي الأجور، وتدني المستوي التأهيلي لقوة العمل المستقبلية، بالإضفة إلى انخفاض الادخار والاستثمار، والتي يعقبها انخفاض معدل النمو الاقتصادي.