فتحى سند يكتب : بيلعبوها سياسة؟

مقالات الرأي

فتحى سند يكتب : بيلعبوها
فتحى سند يكتب : بيلعبوها سياسة؟

■ واضح جداً.. أن الأولتراس نقل نشاطه من الرياضة إلى السياسة.. وأنه ينفذ برنامجاً سياسياً من بوابة الرياضة واسعة الانتشار.

أن يقتحم ألتراس الأهلى استاد برج العرب بالعافية متجاوزاً العدد المقرر بثلاثة آلاف وأن يستولى على 25 أو 30 ألف مقعد أو أكثر ويخربها، وأن يحول المنشأة الراقية إلى نار جهنم بشماريخه، وأن يهتف ضد رموز القوات المسلحة.. فهذه لم تعد رياضة.. وإنما دخلت المسألة إلى لعبة السياسة غير النظيفة التى أقدم على جانب منها أولتراس الزمالك فى مباراة جازيللى التشادى.

فعل نفس الشىء بدرجات متفاوتة أولتراس الإسماعيلى فى مباراته مع اتحاد العاصمة الجزائرى باستاد الدفاع الجوى.. وقبله.. ولأنه لم يجد ملعباً لينفس فيه أغراضه اقتحم أولتراس المصرى جامعة قناة السويس، «وعمل اللى عمله» مع الطلبة والطالبات والأساتذة.

ليس هذا فقط.. وإنما قامت بعض جماهير الاتحاد السكندرى ومن بينها الأولتراس طبعاً، بدخول مقر النادى والاستيلاء على غرفة مجلس الإدارة والاعتصام.. مطالبين بإقالة عفت السادات الذى قدم استقالته فعلاً.

المشاهد المؤلمة لا تعد ولا تحصى.. وكلها تؤكد أن العملية لم تعد رياضة.. ولا تمت للرياضة من قريب أو بعيد ومن يقول غير ذلك واهم أو «بيضحك على نفسه» أو «خايف» أو متردد.. إنها لعبة السياسة ولا غيرها.

كان الأولتراس فى مختلف أندية مصر يزين الملاعب، ويرسم للمدرجات شكلاً حضارياً مميزاً قبل ثورة يناير.. بعدها اختلفت الصورة تماماً، وتحديداً منذ مباراتى الزمالك مع الإفريقى وموقعة الجلابية إياها، والأهلى مع السكر الكينى وما تخللها من أحداث.. مروراً بمجزرة استاد بورسعيد إلى آخر المهازل التى تؤكد أن المدرجات لم تعد «للفرجة» وإنما لتنفيذ سياسات أو توصيل رسائل.

كم من مبادرة أطلقها مسئولون ونجوم وهيئات.. بما فيها لجنة الشباب بمجلس الشورى.. وللأسف لم تنجح، ولم تصل إلى شىء لأن التيار شديد، والموج عالٍ.. ولا أحد يريد أن يتصدى والنتيجة هى هذه الفوضى والجدل فى الشارع الرياضى، بل والسياسى.

إذا كانت الدولة جادة فى الإصلاح.. فلابد لها أن تجد آليات محددة وقاطعة تبعد بها الرياضة التى تجسد معانى الشرف عن السياسة المعروفة باللعبة «الـ.......».

والله ممكن.. فقط الرغبة.

■ عندما يلعب الزمالك مع سان جورج الإثيوبى باستاد الدفاع الجوى.. وعندما يلتقى الأهلى مع البنزرتى التونسى فى مباراة العودة الله أعلم «فين» من الذى يضمن أن يبتعد الأولتراس دون تدخل أو «تنغيص» على الفريقين اللذين لم يعد لديهما ما يسددا به الغرامات التى تسبب فيها من كان ينبغى أن يكون داعمين.. لا مدمرين!

■ إذا كان الدورى «خربان».. وسيرفضه من الأندية من يهدده الهبوط.. وإذا كانت بطولة الكأس فى مهب الريح.. فماذا يتبقى من الموسم المحلى غير مشاكل.. ربنا يفرجها فى كل حاجة من عنده.