محمد المسلمي يكتب: رحل أستاذي صاحب القلب الطيب السيد مهدي
ليس هناك مصيبة تحل بالمرء، أعظم من مصيبة الموت، حين يفقد عزيزاً عليه، ولا شك في أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، ونؤمن بأن الموت حق على الجميع، وأن العمر والأجل مكتوبان، ولن يُخلد أحد في هذه الدنيا الفانية، إلا إن الفراق صعب، وفراق الأحبة أشد صعوبة وألمًا، ويترك في النفس حسرات ولوعة لا تزول.
في خِضَّم أخبار الفواجع، التي قد تواجهك على حين غفلة، وصول خبر وفاة قريب أو صديق أو إنسان عزيز جداً، الموت حق، وأنت لا تملك عندها سوى التسليم بقضاء الله وقدره، جلّت قدرته وحمد الله والثناء عليه، الذي لا يحمد على مكروه سواه، ثم الدعاء للميت بأن يتغمده الله برحمته.
أذكر لكم مثالاً بسيطاً، من سِجِّل هذا الرجل الذي فقدناه في لحظة، وما زلنا في قمة الحزن، أستاذي ومعلمي الأستاذ السيد مهدي، كان ونعم الخُلق ويسعى في الخير والله، ما علمنا عنه إلا كل خير، فاجعل هذا كله في ميزان حسناتك.
عندما تتحدث مع واحد من هؤلاء الذين عايشوه وعاشوا معه عن قرب، تأخذك أعماله الجليلة التي لا يقدر عليها إلا الندرة من الرجال، قام بها هذا الإنسان الكبير.
هذا الرجل، كان خير مثال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه «من عاش على شيء مات عليه»، فقد توفي في صلاة الفجر، وقد كان رحمه الله مواظبًا على الصلاة في الجماعة، فما حسن الخاتمة التي نسألها الله لنا؟.
أستاذي ومعلمي لا ننسى له الفضل العظيم ودوره الكبير في مشروع الصرف الصحي ومشروع تحفيظ القرآن الكريم وكان آخر مجهوده في هذا المشروع، بأن ظل يجمع التبرعات يوم الجمعة الماضية، من صلاة الجمعة، حتى صلاة العشاء لبناء ذلك الصرح العظيم.
إضافة إلى ذلك، سيرته العطرة في كل سُبل الخير دائمًا، فاللهم بكل خطوة خطاها عبدك هذا للخير، اجعل بها في قبره نورًا يضيء له إلى يوم أن نلقاك، وانزله اللهم منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. خالص العزاء للأسرة الكريمة.