قرابة 40 مليون متر مكعب من الارادات المائية دخلت سدود الوطن القبلي في اقل من 7 ساعات

تونس 365

بوابة الفجر

" للفيضانات وجه اخر والايرادات المائية نعمة الاهية خاصة وان قرابة 40 مليون متر مكعب من المياه دخلت سدود الوطن القبلي ومنشاتها المائية من بحيرات جبلية وسدود تلية في قرابة 7 ساعات" تلك ابرز المعطيات المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بنابل منصف التايب في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء /وات/  ووفق تقييم اولي للمصالح الفنية لوزارة الفلاحة على هامش مشاركته في الاجتماعات المتواصلة للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث.

واشار التايب الى ان الجهة سجلت امس السبت تهاطل كميات قياسية من الامطار وصلت الى 290 ملم ببني خلاد وناهزت 200 ملم بعديد المناطق مبرزا ان الدورة الهيدرولوجية لهذه الكميات المسجلة تتجاوز حتى 300 سنة وان تاريخ التهاطلات المطرية على كامل تاريخ تونس لم تسجل هذه النسبة.
واوضح ان فيضانات 1969 بسيدي بوزيد كانت في حدود 82 ملم بما يؤكد ان ما عرفته جهة الوطن القبلي استثنائي وقياسي وتسبب في فيضان اغلب الاودية الموجودة بالجهة مبينا ان هذه الامطار ورغم ما تسببت فيه من خسائر واضرار فانها ساهمت في تعبئة اغلب السدود على غرار سد المصري ببوعرقوب الذي ارتفع منسوبه الى اكثر 1 متر فاصل 80 واصبح في فترات يهدد المنشاة ذاتها.

وشدد على ان المصالح الفنية وجدت نفسها امام ضرورة التخفيض من المنسوب بفتح الساكورات السفلية لمدة قصيرة قرابة 4 ساعات لكي لا تغمر المياه جسم السد والذي يشكل اذا ما حدث كارثة وطنية.

واشار الى ان سد شيبة كان اول امس شبه فارغ ولا يتوفر به الا قرابة 200 الف متر مكعب واصبح بعد امطار السبت ممتلئا ويعد قرابة 5 فاصل 5 مليون متر مكعب موضحا ان المناطق السقوية بشيبة وقربة وبني عيشون والمروية بهذا السد كانت تشكو منذ السنة الفارطة من نقص فادح في الامطار بما حال دون انجاز عديد الزراعات بتلك المنطقة بسبب عدم توفر المياه.

ولاحظ ان سد بزيغ بمنزل بوزلفة الذي يزود جزءا من مناطق القوارص كان يحتوي يوم السبت قرابة المليون متر مكعب واصبح بفضل الامطار التي تهاطلت يعد قرابة 5 فاصل 5 مليون متر مكعب اي طاقته القصوى.

اما بالنسبة لسد العبيد الذي تصل طاقته الى 10 ملايين متر مكعب تحصل يوم امس على ايرادات مائية بقرابة 7 ملايين متر مكعب يمكن ان تتطور الى قرابة الطاقة القصوى خلال الايام القادمة.

واوضح بخصوص سد لبنة وهو الاكبر في جهة الوطن القبلي والذي تصل طاقته الى 24 مليون متر مكعب تعزز بقرابة 5 ملايين متر مكعب بعد الامطار الاخيرة باعتبار ان التهاطلات المسجلة بالمنطقة الشمالية للولاية بشمال الميدة وحمام الاغزاز وجزء من قليبية والهوارية رغم اهميتها بين 50 و 90 ملم كانت اقل من الكميات المسجلة ببقية المعتمديات.

ونفى ان يكون الالتجاء الى التخفيض في منسوب مياه السدود اجراء اعتباطيا بل ضرورة فنية تاخذ بعين الاعتبار عوامل فنية معقدة للتصرف في المنشات المائية التي تبقى من اختصاص قلة قليلة من الفنيين المختصين في تونس مؤكدا ان مراقبة السدود تقوم بها فرق متخصص بصفة حينية و 24 ساعة على 24 ساعة وباعتماد جداول فنية ومنظومات انذار.

وبين ان تجاوز اي سد لطاقته القصوى قد يتسبب في تحطم السد يشكل كارثة لا نظير لها لا في تونس فحسب بل في العالم خاصة وانه قادر على الزحف على مدينة كاملة بكل مكوناتها وان يلحق الاضرار الفادحة بجهة كاملة.
واشار الى ان السد يقوم بدور هام بالاضافة الى تجميع المياه فهو يحمي المدن من جرف المياه مستشهدا بوضعية سد المصري الذي يحمي 4 معتمديات وهي منزل بوزلفة وقرنبالية وبني خلاد وبوعرقوب.

وشدد على ان عملية التصرف في السدود تمت ليلة امس بنجاح واحترم كل الاجراءات الفنية المعمول بها في العالم والتي تراعي المحافظة على المنشاة والمحافظة على الارواح البشرية التي تسكن اسفل السد مشددا على ان العملية كانت محل متابعة دقيقة كل نصف ساعة وحسب ارتفاع منسوب المياه بالسنتيمرتات خاصة وان فتح الصمامات السفلية يتم في نفس الوقت مع مراقبة الايرادات التي تصل الى السد. 

وشدد على ان هذه الايرادات سيكون لها تاثير ايجابي على الموائد المائية و ستساهم في حل اشكاليات الضغط على الموارد المائية التي تعاني منها جهة الوطن القبلي منذ عقود.