عميد الدائرة الفاتيكانية يفتتح مؤتمرًا حول كراهية الأجانب والعنصرية في إطار الهجرة العالمية
افتتح الكاردينال بيتر توركسون، عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، اليوم الأربعاء، مؤتمراً حول كراهية الأجانب والعنصرية في إطار الهجرة العالمية الحالية، تنظمه في روما الدائرة والمجلس المسكوني للكنائس بالتعاون مع المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.
وأكد "توركسون"، في بيان له، على أهمية موضوع المؤتمر في هذه المرحلة والتي نتعرف فيها يوميا، سواء بشكل مباشر أو من خلال الأنباء، على قصص رجال ونساء وأطفال يُعرِّضون حياتهم للخطر بحثا عن حياة أفضل، وتُسائل حياة هؤلاء الأشخاص، جراحهم وآمالهم، ضمائرنا داعية إيانا للتأمل في نظرة المجتمعات المستقبِلة إليهم.
وأشار عميد الدائرة الفاتيكانية، إلى أن المؤتمر يهدف إلى تحليل هذه النظرة تحديدا، لا ظاهرة الهجرة بشكل عام، وهو اختيار يحمل معنى خاصا مع الاحتفال هذه السنة بمرور 70 عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي اعترفت من خلاله الجماعة الدولية ببعض الحقوق والحريات الأساسية التي تضمن كرامة متساوية لكل شخص بشري بدون أي تمييز على أساس العرق، اللون، الجنس، اللغة، الدين، الآراء السياسية أو غيرها. وسلط الكاردينال توركسون بالتالي الأضواء على أهمية أن نتأمل في قيمة هذا المبدأ اليوم، وأن نتساءل إن كانت البشرية قد نجحت خلال هذه السنوات السبعين من مسيرتها في بناء مجتمع لا تكون فيه الاختلافات على الأصعدة المتعددة المذكورة في الإعلان عناصر لتبرير اللامبالاة والتهميش، الكراهية والاستبعاد والإقصاء. سؤال آخر يجب طرحه اليوم حسب ما واصل هو: هل يُعترف اليوم بالفعل بتلك الحقوق الأساسية التي يتضمنها إعلان عام 1948 ومن بينها حق الشخص في ترك أي بلد بما في ذلك بلده والعودة إليه؟ هل تُحترم هذه الحقوق أم أنها تضعف بسبب انتشار مشاعر وخطابات كراهية إزاء بعض المجموعات وخاصة الأجانب؟.
وأعرب الكاردينال بيتر توركسون، علي أن الرجاء في الخروج من هذه المبادرة بضمير متجدد ونظرة منقاة كي ينطلق منهما تعاون جديد بين الطوائف المسيحية ومؤمني الديانات الأخرى والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة جميعا، وذلك لكي يُعترف بكرامة كل شخص وتُحترم هذه الكرامة في أية ظروف، وخاصة في تلك الأزمنة المثيرة للقلق بشكل أكبر حول مَن يسميهم المسيح "أخوتي هؤلاء الصغار" (راجع متى 25، 40).
يذكر أن منظمة حقوق الإنسان الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة افتحت اليوم، مؤتمرا ويستمر حتى 20 من شهر سبتمر الجاري،و تنظمه في روما الدائرة والمجلس المسكوني للكنائس بالتعاون مع المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.